عبرت اللحظات مثل الكابوس أمام أعين أحد الآباء وهو يشاهد سيناريو حادثة دهس ابنته الصغيرة من قبل شاحنة ضخمة فيما كانت الصغيرة تحاول عبور الشارع، غير أن المشهد تحول إلى فرحة عارمة حينما شاهد الأب أحدهم وهو يحمل الطفلة ويعبر بها الشارع فيما كان وجه الرجل ملطخ بالدماء. وفي التفاصيل، كما يرويها صالح راشد الذبياني والد الطفلة الناجية من الحادث المروع، أن ابنته خرجت من مدرستها وعندما شاهدته في الطرف المقابل من الشارع تركت شقيقتها وحاولت عبور الشارع للحاق به، غير أنه تصادف مرور شاحنة في تلك اللحظة، وقبل أن تصطدم الشاحنة بالطفلة انطلق مقيم أردني يدعى جهاد فريد (42 عاما) وأنقذ الصغيرة من الدهس، غير أنه تعرض إلى نزيف في الدماغ وكسر في الظهر نتج عنه دخوله في غيبوبة لمدة سبعة أيام. وأضاف والد الطفلة الصغيرة، أنه لم يصدق عينيه حينما شاهد الرجل الذي أنقذ طفلته وهو يحملها بين يديه ويعبر بها الشارع، وفي تلك اللحظة تبادر له أنه في حلم لأنه لم يكن يصدق أن ابنته لم تصب في الحادثة، إذ كان يتصور بعد أن فتح عينيه أن يشاهدها جثة هامدة مضرجة بدمائها على الأسفلت، موضحا أن المقيم الأردني تعرض للدهس بمقدمة الشاحنة أثناء محاولته خطف الطفلة من تحت الإطارات الثقيلة. من جهته أوضح منقذ الطفلة، والذي تعافى من إصابته وغادر مستشفى ينبع العام، إنقاذه للطفلة لا يتعدى كونه عملا إنسانيا. وقال المتحدث الإعلامي لصحة ينبع عبدالله يوسف حادي: «الشخص الذي أنقذ الطفلة وتعرض للدهس بدلا عنها نفذ عملا إنسانيا وتم استقباله في مستشفى ينبع العام، فاتضح وجود كدمات في الدماغ مع نزيف كذلك وكسر في الفقرة الظهرية الثالثة، وجرى تنويمه في العناية المركزة وغادر المستشفى بعد أن تحسنت حالتة الصحية».