أعلنت وزارة الدفاع اليمنية أمس أن القوات الحكومية أحكمت سيطرتها الكاملة على منطقة حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران، ودحرت تجمعات المتمردين (الحوثيين) الذين كانوا احتلوا مدينة الحرف. وتجاوزت القوات الحكومية المناطق التي كانت مسرحاً للقتال العنيف منذ اندلاع الحرب السادسة قبل نحو عشرة أيام. لكن «الحوثيين» ردوا بمحاولة احتلال القصر الجمهوري ومبنى الامن المركزي في مدينة صعدة. وافاد بيان اصدرته الوزارة امس «أن الوحدات العسكرية والأمنية أحكمت سيطرتها على معظم معاقل المتمردين في محافظة صعدة وألحقت بهم خسائر كبيرة وتتم تصفية جيوب المتمردين في عدد من المناطق وتضييق الخناق عليهم». ووقعت أمس اشتباكات صباحية عنيفة استمرت لساعات بين عناصر حوثية، حاولت مهاجمة مبان حكومية في صعدة للمرة الثانية خلال 4 اربعة ايام. وقالت ل «الحياة» مصادر «أن قوات الجيش المكلفة حماية المدينة، تصدت للمهاجمين الحوثيين قرب مكتب الهجرة والجوازات والقصر الجمهوري ومواقع أخرى قرب معسكر الأمن المركزي كان مستهدفاً في الهجوم». وأضافت «أن القتال أسفر عن مقتل وجرح العشرات، معظمهم من «الحوثيين»، الذين يقاتلون بشراسة ولا يتوخون الحذر أو أخذ تدابير الحماية من الكمائن التي ينصبها الجيش والأمن لاستدراجهم. ومع اعلان «الحوثيين» الاستيلاء على منطقة الملاحيظ، التي تشهد أعنف المعارك والمواجهات، نفت وزارة الدفاع الادعاءات، وقالت «أن المواجهات مستمرة في المنطقة... وأنهم (الحوثيين) يتلقون درساً قاسياً ومؤلماً على يد قوات الجيش التي توجه ضربات موجعة لمواقعهم وتحصيناتهم ومعاقلهم في مختلف مديريات صعدة». وأضافت الوزارة «أن سلاح الطيران والمدفعية بالإضافة إلى راجمات الصواريخ تدك مواقع الحوثيين على الجبال والمرتفعات الوعرة وتقصف الكهوف والمخابئ اضافة إلى مخازن الأسلحة والمؤن... وأن هذه الضربات حققت أهدافها بنجاح وكبدت المتمردين خسائر كبيرة في شأنها التقريب بموعد الحسم العسكري للتمرد». وتصاعدت وتيرة الاتهامات في الأوساط اليمنية، بما فيها الأوساط الحكومية، لإيران بدعم المتمردين «الحوثيين» مالياً ولوجستياً لتحويل اليمن إلى ساحة صراع إقليمي لخدمة أجندة المصالح الإيرانية في المنطقة. واعتمدت هذه الاتهامات على الدعم الإعلامي الإيراني الواضح لحركة التمرد في صعدة وحصول «الحوثيين» على أسلحة جديدة قيل بأن لإيران علاقة مباشرة في تمويل شرائها وفي تدريب عناصر يمنية تابعة ل «الحوثيين» في إيران. وأكد وزير الخارجية اليمني الدكتور أبو بكر القربي «أن المجتمع الدولي، خصوصاً الدول العربية والأوروبية، يبدي تفهماً كاملاً للإجراءات الحكومية التي تتخذها الدولة لحماية أمن واستقرار اليمن كجزء من الأمن الإقليمي والعالمي». وقال في تصريحات، نشرت في صنعاء أمس، أن لقاءاته واتصالاته الأخيرة مع عدد من السفراء والمسؤولين العرب والأجانب تستهدف شرح التطورات في اليمن بما فيها جهود الدول لإنهاء «فتنة التخريب والتمرد في صعدة الخارجة على الدستور والقانون». وأضاف القربي «أن هذه الدول كانت تأمل أن تستغل عناصر التمرد الفرصة التي سنحت لها بعد وقف العمليات العسكرية في تموز (يوليو) العام الماضي لكي تتوقف عن أساليب العنف والقبول بمبادرة السلام والعودة إلى مناطقهم وإلقاء السلاح غير أنها استمرأت العبث بأمن الوطن ولم تستمع إلى صوت العقل والسلام».