من يتابع خلال الفترة القصيرة الماضية بعض وسائل الإعلام التي تنتمي إلى بعض الدول أو المنظمات أو الأحزاب، سياسية كانت أو طائفية، أو حتى تلك التي يملكها أشخاص هم في الحقيقة ليسوا سوى آداة من أدوات ممارسة الضغط السياسي أو الإعلامي من هذه الجهة أو تلك، يلاحظ أنها، مع الأسف، نصبت العداء لبلادنا لمجرد أن سياسة مملكتنا الحبيبة لم ولن تكون وفق أمزجتهم المتلونة المتقلبة، وتختلف كلياً عن توجهاتهم السياسية أو العقائدية الموجهة، فهم يريدون من بلادنا أن تقف مع الظالم في وجه المظلوم... أن تساند الباطل ضد الحق... أن تقف مع الطغاة ضد المقهورين... لا يعجبهم أن تقف بلادي بكل ما تملك من إمكانات لنصرة الضعفاء والمشردين، ولذلك عندما يئسوا من تسيير سياسة المملكة وفق أهوائهم، فإنك تجدهم يحاولون، وبكل ما أتيح لهم من وسائل دنيئة، بأن يدقوا أسفين التفرقة بين بني وطني، فتراهم تارة يختلقون الروايات الكاذبة عن وجود خلافات وانقسامات بين أفراد الأسرة المالكة الكريمة، وبعد أن يتضح للمتابعين والمحللين السياسيين زيف ادعاءاتهم يتجهون ببوصلتهم نحو ترويج الإشاعات عن تدهور الوضع الأمني الداخلي في بلادنا، وعندما لا يجدون صدى لهذه الأكاذيب أو تلك تراهم يستلمون زمام المبادرات الجبانة، فيطلع علينا بين فترة وأخرى من يعتقد في نفسه أنه أحد رموزهم الوهميين المزيفين ليطلق عبارات التهديد والوعيد بحق وطننا الحبيب، وعندما يتأكدون قبل غيرهم بأن هذه التهديدات لم يتعدّ صداها المسافة بين من أطلقها وبين من جلس أمامه ليستمع له، ينحرفون كعادتهم نحو الترويج لخلافات في العلاقات بيننا وأشقائنا دول الجوار في محاولة يائسة منهم لبث روح الفرقة والانشقاق بين الأشقاء، أو على أقل تقدير يسعون لنشر ثقافة الكراهية من أحد الشعبين تجاه الآخر. محاولات ومحاولات ماكرة خادعة دنيئة لا يتسع المجال لسردها يقوم بها هؤلاء الحاقدون لزعزعة بلادنا الغالية، لكنهم - وقسماً بمن رفع السماء بلا عمد - لن ينالوا من وحدة بلادي، ولن يزعزعوا أمنها ووحدتها وتلاحم شعبها مع قادتها بحول الله وقوته. ولأنهم يجهلون أو يتجاهلون طبيعتنا وحياتنا، نحن السعوديين، فسوف أوجز لهم بعضاً من سماة وحدتنا، علّها تصل بمعانيها الراقية إلى عقولهم المظلمة... فنحن أيها المتلونون نعيش في دولة حباها الله بملك مؤمن صادق، يحب العدل ويكره الظلم... يفرح بسعادة شعبه، ويحزن بحزنه... ويغضب أشد الغضب إذا ما رأى أو نُقل له أن هناك أي تقصير أدى لحدوث مكروه لمواطنيه... ملك وهبه الله قلباً محباً عطوفاً حنوناً... وعفوية أبوية صادقة... ملك لا يتردد أبداً في اتخاذ أي إجراءات تنظيمية فورية إذا ما رأى فيها مصلحة وطنه، وتؤدي إلى رفاهية مواطنيه... ملك لم ولن يهدأ له بال حتى يرى أن كل تطلعاته لرفاهية شعبه قد تحققت بإذن الله... ملك لا يجد المفسدون والمقصرون مكاناً إلى قلبه أو حتى مجالسه... ملك أحب شعبه من كل قلبه، فأحبوه وأخلصوا له بكل مشاعرهم، ويدعون ربهم سرّاً وعلانيةً بأن يمتعه الله بالصحة والسلامة، وأن يمد في عمره، وأكاد أجزم بأنه لا يوجد شعب في الدنيا أحب وأخلص لقائده كحب وإخلاص المواطن السعودي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. إن الإصلاحات التي شهدتها بلادي في المنظومة الداخلية، وعلى شتى الأصعدة وبكل المستويات، كلها تدل دلالة واضحة على حرص ملك على وطن ومواطنين... ننعم في وطننا ولله الحمد بأمن وأمان ورغد عيش بفضل وكرم من الله جلت قدرته، ثم بحرص قيادة مؤمنة صادقة على تأمين حياة كريمة آمنة مستقرة لشعبها، وهناك الكثير والكثير الذي لا يتسع المجال لسره على الصعيد الداخلي، أما خارجياً، فهل علمتم أن حوار حضارات وثقافات العالم المختلفة لم يكن ليتم لولا حرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أن تسود المحبة والوئام والتقارب بين شعوب العالم قاطبة، بدلاً من التناحر والتباعد والعداء الذي لا نتيجة له إلاّ دمار العالم... بلادي تسعى إلى أن يسود السلام والأمن في كل أرجاء المعمورة... بلادي من أولوياتها بأن يحلّ التقارب والتعاون بين الدول والشعوب وليس التفرقة والحروب. أخيراً، أيها الحاقدون الشامتون... ارفعوا أيديكم عن بلادي، فهذا وطن كان ولا يزال وسيظل آمناً مطمئناً متامسكاً بحول الله وقوته أولاً، ثم بحكمة ملك إنسان مخلص لوطنه وشعبه، يعاونه أخاه وولي عهده الحريص على مصالح وطنه وشعبه، الوفي لقيادته، الذي يسعى في كل مناسبة بأن يطلع بنفسه على كل ما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وبما يحقق تطلعات ملك البلاد، ويساندهم بكل حيوية النائب الثاني. حفظ الله المملكة العربية السعودية وقيادتها، وحماها من حقد الحاقدين وشماتة المتلونين، وأبعد عنها كل شر ومكروه، إنه كريم قادر على كل شيء. [email protected]