أكد رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين خالد الفالح، أن الشركة ستواصل استثماراتها في مجال الغاز، مبيناً أنه أصبح يتمتع بميزة تؤثر في الموقف التنافسي لمصادر الطاقة المتجددة، متوقعاً أن يكون أقل كلفة في المستقبل، وأن يلعب دوراً مهماً على المدى البعيد، فيما أوضح أن المخاوف التي كان يبديها البعض من ندرة إمدادات النفط وأمنه في العالم تبددت وأصبحت غير واقعية. وأشار إلى وجود أربع حقائق غيّرت المشهد العالمي للطاقة، وأدت إلى نهضة الصناعة البترولية وازدهارها في الوقت الراهن. وأوضح في مؤتمر «سيرا» السنوي الذي يعقد بمدينة هيوستن الأميركية، ويناقش شؤون الطاقة ومستجداتها حول العالم، أول من أمس، أن أولى تلك الحقائق هي أن نمو الطلب على الطاقة اتسم بالاعتدال، فيما كان يُتوقع قبل الأزمة المالية عام 2008 أن ينمو الطلب على الطاقة والنفط بصورة سريعة، وتشير التوقعات إلى اعتدال هذا النمو، ليس بسبب الركود الاقتصادي فحسب، بل ونتيجة للإنجازات المطلوبة والمرغوبة في مجال كفاءة استهلاك الطاقة، الأمر الذي أوجد نوعاً من استدامة النمو المعتدل في الطلب، ما ساعد في توازن السوق النفطية، وانعكس بصورة إيجابية على صناعة النفط. وأضاف أن الحقيقة الثانية هي أن المخاوف المفرطة في شأن ندرة إمدادات النفط وأمنه تبددت، فاليوم تتحدث مراكز المعلومات عن وفرة إمدادات النفط والغاز الطبيعي مع دخول مصادرهما غير التقليدية إلى مشهد الصناعة النفطية، غير أن هذه المصادر غير التقليدية تحتاج إلى تقنيات فائقة التطور لاستخلاصها، إضافة إلى بيئة تشريعية مواتية. وذكر الفالح أن الحقيقة الثالثة هي أن الأزمة المالية العالمية أجبرت واضعي السياسات على إعادة النظر في الأولويات، واتخاذ قرارات تشجع الاقتصادات الوطنية في ظل ظروف السوق، باعتبار أن القدرة على تغطية التكاليف أمر مهم للأمم والأفراد على حد سواء. ولفت إلى أن الحقيقة الرابعة تختص في أنه بسبب إعادة التوازن الاقتصادي وعصر التقشف، تمت إعادة تقويم دور مصادر الطاقة المتجددة، وأدى انخفاض أسعار الغاز الطبيعي إلى منحه ميزة تؤثر في الموقف التنافسي لتلك المصادر المتجددة، غير أنه يمكن لهذه المصادر أن تكون أقل كلفة في المستقبل، وأن تلعب دوراً مهماً على المدى البعيد، لذا فإن أرامكو السعودية ستواصل استثماراتها في هذا المجال. وتابع: «الصورة المبشرة التي أفرزتها هذه الحقائق لا ينبغي أن نركن معها إلى حال من الرضا بما تحقق، لأن الأزمنة المقبلة مليئة بالتوقعات والتطورات، ومن أجل أن نجهز صناعة النفط للمستقبل نحتاج إلى أن نحقق مزيداً من المرونة، التي تمكننا من الصمود في وجه الصدمات والمفاجآت». وزاد: «تحقيق هذا الهدف يتطلب خمسة حتميات، أولاها أن هذه الصناعة تتحلى بحس المسؤولية الجماعية في تحقيق الاستقرار للسوق النفطية، بما يضمن النمو والازدهار العالمي على المدى البعيد»، لافتاً إلى أن الحتمية الثانية هي «أن قادة الصناعة يحتاجون إلى التعلم من دروس الماضي وإدارة الأزمات بصورة أفضل»، مشيراً إلى الحاجة لتوخي الحكمة في وضع الاستراتيجيات المالية وتنويع مجموعة الأعمال، وتوفير الدفاعات القوية ضد الحوادث الصناعية والاختراقات الأمنية». أما الحتمية الثالثة فهي «بقاء صناعة النفط متفهمة للمتطلبات المجتمعية، لاسيما في مجال حماية البيئة والسلامة. والحتمية الرابعة هي مواصلة جهود البحث والتطوير لإيجاد تقنيات قادرة على إحداث تحول جذري، وأخيراً تدعو الحتمية الخامسة إلى ضرورة أن تستقطب صناعة النفط حماسة الأجيال الشابة، وأن تريهم قدرتها على توفير التقنية المتطورة والفرص الواعدة لهم».