دعا رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح شركات صناعة النفط أن تتحول من كونها شركات منتجة وموردة وشركات تكرير وتجارة وتسويق للنفط والغاز إلى مؤسسات مسؤولة عن تعزيز التقدم الاجتماعي والاقتصادي المستدام , مفيداً أن النموذج الذي تعمل من خلاله شركات النفط الوطنية والعالمية لتحقيق أهدافها والتزامها يحتاج إلى استخدام معايير مرجعية مختلفة من شأنها أن تعظم استثماراتها الرأسمالية والتقنية والبشرية . وأوضح خلال كلمته التي ألقاها يوم الخميس، 7 أبريل 2011، في منتدى شركات النفط الوطنية والعالمية الذي يعقد في العاصمة الفرنسية باريس والمنبثق عن منتدى الطاقة الدولي الثاني، بعنوان "التصدي لتحدي الاستدامة الحقيقية" , أنه لم تعد هناك حلول سهلة لشركات النفط الوطنية أو العالمية على السواء، معرباً عن اعتقاده أن الاستدامة الحقيقية للطاقة يجب أن تعامل كمفهوم يشمل مجموعة واسعة من الأولويات المتعلقة بالطاقة والاقتصاد والمجتمع والتقنية والبنية الأساسية والبيئة. وتطرق في كلمته إلى الاتجاهات الاقتصادية المستجدة والحاجة إلى إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي لتحقيق الاستقرار وتعزيز النمو المستدام، موضحا أنه من الضروري أن تتسم هذه الرؤية بالشمولية بما يحقق أقصى قدر من الاستدامة في مجال الطاقة والأعمال، بما يشمل مستويات المعيشة والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة فضلاً عن الربحية التي تعد عاملاً حاسما للوفاء بالالتزامات الأخرى. وأشار المهندس الفالح إلى أن أحداث العالم والكوارث الطبيعية التي شهدها مثل الكوارث المؤسفة التي حدثت في اليابان تؤكد أن العالم يتغير باستمرار ويزداد ترابطاً واعتماداً على بعضه البعض. ورغم المشهد الاقتصادي العالمي المتغير. وحذر من تبني الحلول القصيرة المدى لمواجهة التحديات طويلة الأمد، وحثّ صناعة الطاقة على الثبات على خططها طويلة المدى. وقال : ينبغي أن ينظر إلى التقلبات التي تشهدها أسواق النفط يوما بعد يوم والأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام بمنظور حقيقي وإبقائها في سياقها الصحيح، ففي الوقت الذي لا بد أن نظهر فيه مرونة وسرعة في الحركة على المدى القريب، فإن علينا عدم الاكتفاء بردود الأفعال بل تكثيف الجهود لمواصلة الطريق من أجل مستقبل أمثل للطاقة. وفي دعوته لإيجاد حلول عملية لتحديات الطاقة العالمية، أوضح رئيس ارامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين أنه يمكن المواءمة بشكل أكبر بين احتياجات المنتجين والمستهلكين للخروج بنتائج مقبولة لخدمة مصالح صناعة الطاقة والمجتمعات حول العالم. وفي عرضه لنجاحات أرامكو السعودية في شراكاتها التعاونية مع شركات النفط العالمية ومقدمي الخدمات قال المهندس خالد الفالح: إن لدى أرامكو السعودية قناعة راسخة بإمكانية الاستفادة من هذه الفرص التعاونية ذات النفع المتبادل، ونحن فخورون بشراكاتنا مع كل من الشركات متعددة الجنسيات وشركات النفط الوطنية التي تعمل داخل المملكة وخارجها، والعمل في قطاعات تشمل الغاز الطبيعي والتكرير والتسويق والبيع بالتجزئة والبتروكيماويات . ولفت الانتباه إلى أن النهج التعاوني بين شركات النفط العالمية والوطنية يمكن أن يساعد على ضمان موثوقية إمدادات الطاقة في تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من سكان العالم مع الحفاظ على ربحية الصناعة، وأكد أن الشركات سوف تستفيد من خلال تطوير فهم أكثر وضوحاً لعالم الطاقة المستقبلي ليشمل مصادر الزيت والغاز التقليدية وغير التقليدية إلى جانب مصادر الطاقة البديلة والمتجددة. وفي ختام كلمته، بين المهندس الفالح أن المستقبل يحمل العديد من المتغيرات، وسيكون بانتظارنا مفاجآت عديدة، ولكن الشيء المؤكد هو أن قطاع النفط في المستقبل لن يكون مثلما كان في الماضي، كما لن تكون توقعات المجتمعات التي نخدمها مستقبلاً فيما يتعلق باحتياجاتها ورغباتها كتوقعات الأجيال السابقة. مما يذكر أن هذا المنتدى يجمع صناع القرار والمشاركون من شركات الطاقة الوطنية والعالمية لمناقشة القضايا الرئيسة والتحديات المشتركة التي تواجه الصناعة النفطية وتبادل الآراء فيما بينهم، مع تحديد السبل والوسائل الكفيلة بتعزيز التعاون والشراكة فيما بينهم. كما يعد المنتدى منبراً لصناعة الطاقة لمناقشة بيئة العمل المتغيرة وتأثيرها على علاقات المعنيين بهذه الصناعة.