أبدى رئيس شركة أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد الفالح، أسفه لضعف كفاءة استهلاك الغاز في قطاعات الكهرباء وتحلية المياه والصناعة في المملكة، لافتاً إلى تعاون مستمر بين شركته وهذه المؤسسات من أجل تشجيعها على تحسين مستويات الأداء فيها.وقال الفالح في تصريحات صحافية أمس، على هامش حوار الطاقة 2011 الذي يعقد في الرياض: «قطاع الكهرباء مثلاً كفاءة الأداء فيه أقل 50 في المئة من الدول الأخرى من حيث الاستهلاك، وكميات الغاز التي يتم إمداد قطاع الكهرباء بها حالياً، يمكن الاستفادة منها بشكل أكبر، وتوفير كميات من الغاز إذا استبدلت المحطات ذات الكفاءة المتدنية بمحطات ذات كفاءة أعلى، وهذا ينطبق أيضاً على قطاع الأسمنت وتحلية المياه». وأشار الفالح إلى مشاريع للغاز تقوم الشركة بتطويرها حالياً منها مشروع الكران والخرسانية والواسط الذي يستغل الغاز من الحرضية وصبحاء، وهي مشاريع ستغطي الطلب على الغاز محلياً، وستمكن أرامكو من إمداد السوق بالكميات اللازمة وتحديداً في قطاعات إنتاج الكهرباء وتحلية المياه والأسمنت على المدى القصير خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وأضاف: «أما بالنسبة للحلول التي نواجه بها زيادة الطلب على الغاز محلياً على المدى الطويل فهناك برنامج استكشافي تنقيبي وضعنا فيه مواردنا بصورة لم يسبق لها مثيل، ويهدف هذا البرنامج لاستكشاف المصادر التقليدية وغير التقليدية، ما يمكن من إمداد السوق بالغاز بالحجم المطلوب». وحول استيراد الغاز من الخارج، قال الفالح: «هذا سيجعل الأسعار مرتفعة جداً على المستهلكين السعوديين وسيشكل لهم صدمة»، منوهاً في الوقت نفسه بأن «أرامكو» بحكم إمكاناتها التصنيعية والفرص الجيولوجية المتوافرة أمامها تستطيع توفير الغاز بأسعار مربحة لها ومناسبة للمستهلكين». وبشأن إعادة النظر في الأسعار، قال: «الدولة تراجع الأسعار باستمرار.. والتوقيت في هذا الأمر يعود للحكومة». إلى ذلك، نفى الفالح عرض شركته على بنغلاديش إقامة مصفاة جديدة لتكرير النفط فيها إلى جانب المصفاة القائمة هناك حالياً، وقال: «هذا الخبر غير صحيح، ولم ندخل في نقاش على مصافي في بنغلاديش». وكانت وكالة أنباء عالمية نقلت أمس على لسان مسؤول كبير في قطاع الطاقة البنغلاديشي، تأكيدات بأن «أرامكو» قدمت خلال زيارة مسؤوليها الأسبوع الماضي إلى بنغلاديش عرضاً لبناء مصفاة لتكرير النفط بكلفة 2.5 بليون دولار، لتكون ثاني مصفاة تبنيها الشركة في دكا. إلى ذلك أكد الفالح في كلمته أمام حوار الطاقة أمس، أن ظهور زيادة في إمدادات النفط والغاز على الصعيد العالمي، وفشل أنواع الطاقة البديلة في اكتساب قوة دفع، إلى جانب عجز الاقتصادات عن تحمل الأهداف ذات الكلفة العالية في مجال الطاقة، وتغير الأولويات العالمية، جميعها أمور تتطلب نهجاً أكثر مرونة حتى يكون بالإمكان التعامل مع شكوك وتحديات المستقبل. وأشار إلى تلاشي الحديث اليوم عن ندرة النفط والغاز من الصحافة الخاصة بالطاقة، ومن وسائل الإعلام عموماً، لتحل محله أخبار حول وفرة الإمدادات، مؤكداً أنه إلى جانب الوفرة في احتياطات النفط التقليدية، هناك موارد هائلة من المواد الهيدروكربونية غير التقليدية القابلة للتطوير في أنحاء العالم، ويمكن إنتاجها بصورة عملية واقتصادية. وذكر رئيس «أرامكو» أن احتياطات الغاز غير التقليدية المتاحة حول العالم تبلغ نحو 35 ألف تريليون قدم مكعب، مقارنة باحتياطات الغاز التقليدية المؤكدة البالغة 6400 تريليون قدم مكعب، لافتاً إلى أنه رغم استهلاك العالم في العام الماضي لنحو 30 بليون برميل من النفط، فقد زادت احتياطات النفط العالمية بصورة فعلية بنحو سبعة بلايين برميل مع تزايد تحول الشركات للتنقيب في المناطق الأكثر خطورة. وحول تراجع وتيرة نمو مصادر الطاقة المتجددة وغيرها من بدائل الطاقة، قال الفالح: «مصطلح «الفقاعات الخضراء» الذي ظهر قبل بضع سنين فيما يتعلق بتطوير مصادر الطاقة المتجددة والبديلة، بعيد عن الواقعية ومفرط في التفاؤل من جانب الحكومات، وهو سبب في فشل الشركات في التخفيف عن المستهلكين الذين كان عليهم أن يدفعوا ثمناً أعلى لغذائهم، وسبب في تراجع جدوى الاستثمارات التي كان يمكن وضعها في حلول أكثر واقعية للطاقة». وتابع: «هذا لا يعني أننا ينبغي أن ندير ظهورنا لمصادر الطاقة المتجددة، بل على العكس من ذلك تماماً، فإننا بالفعل في أرامكو نستثمر في هذا المجال، مع التركيز بصورة خاصة على الطاقة الشمسية، فنحن نعتقد أن بدائل الطاقة يمكنها أن تسهم في إمدادات الطاقة العالمية بأكثر مما تفعل في الوقت الحاضر، ونحن نرحب بهذا الإسهام المتزايد، غير أنه ينبغي أن يكون التوسع في مصادر الطاقة المتجددة وتقنيات الطاقة البديلة منطقياً ومتدرجاً ومتوازناً مع أدائها الاقتصادي والبيئي والتقني».