تواصلت الاشتباكات وتبادل القصف في أنحاء مختلفة في سورية أمس، وشن الطيران الحربي السوري غارات جوية على حي بابا عمرو في مدينة حمص الذي يشهد اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية. وبينما تدور معارك في احدى بلدات المحافظة على الحدود اللبنانية، اندلع قتال عنيف في منطقة بين دمشق ومرتفعات الجولان المحتل فيما قد تصبح جبهة قتال جديدة بين الطرفين المتصارعين. وأعلن الاتحاد الأوروبي الأربعاء أن مستشاراً سورياً لبعثة الاتحاد في دمشق قتل الثلثاء في هجوم صاروخي في داريا حيث كان يقيم. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن «طائرة حربية نفذت غارة جوية جديدة استهدفت منطقة في حي بابا عمرو» الذي عاد مقاتلو المعارضة إليه بعد عام من سيطرة القوات النظامية عليه. وكان المرصد أفاد صباحاً عن تعرض الحي لغارة جوية، تزامناً مع استمرار الاشتباكات بين المقاتلين والقوات النظامية على أطراف الحي الواقع في جنوب غرب مدينة حمص وسط البلاد. وفي محافظة حمص، أفاد المرصد عن «استشهاد أربعة مقاتلين من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية في قرية جوسية على الحدود السورية اللبنانية»، متحدثاً عن «معلومات عن مقتل وجرح وأسر جنود القوات النظامية على الحاجز». في محافظة ادلب (شمال غرب)، تدور اشتباكات عنيفة في محيط بلدة حيش تزامناً مع قصف من القوات النظامية التي تحاول «فك الحصار على معسكري وادي الضيف والحامدية وايصال الامدادات العسكرية لهما». ونقل المرصد عن ناشط التقى عشرة جنود فروا ليل أول من امس من معسكر الحامدية، قولهم ان الوضع في المعسكر المحاصر منذ اشهر «سيئ جداً ولا يوجد طعام»، وإنهم كانوا في انتظار «قافلة الإمدادات التي كان من المتوقع أن تصل منذ أيام، إلا أن الاشتباكات العنيفة في محيط بلدة حيش أعاقت تقدمها». ويفرض المقاتلون حصارا على المعسكرين منذ سيطرتهم مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في محافظة ادلب، ما اتاح لهم اعاقة الامدادات المتجهة الى حلب (شمال). في حلب، نفذ الطيران الحربي غارات جوية عدة على محيط مطار منغ العسكري حيث تدور اشتباكات منذ بدء مقاتلي المعارضة «معركة المطارات» في 12 شباط (فبراير) الماضي، للسيطرة على المطارات العسكرية في المحافظة. الى ذلك، ذكر ناشطون في المعارضة أن مقاتلي المعارضة هاجموا ثكنة عسكرية تضم قوات من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة الميكانيكية التي يرأسها ماهر الأسد، شقيق الرئيس بشار الأسد، في خان الشيح على مسافة ستة كيلومترات من مشارف دمشق. وأضافت المصادر إن الاشتباكات تصاعدت بعد ثلاثة أيام من مهاجمة مقاتلي المعارضة وحدة صواريخ في المنطقة ما اسفر عن مقتل 30 جندياً. وذكر ناشط معارض من بلدة جديدة القريبة إن القوات المتمركزة في الجبال المطلة على خان الشيح تقصف المنطقة بالصواريخ في محاولة لإبعاد مقاتلي المعارضة المتمركزين حول الثكنة. وقال الناشط الذي عرف نفسه باسم عبده: «أحصيت ما يصل إلى 20 انفجاراً في الدقيقة في خان الشيح». وقال أحد قادة مقاتلي المعارضة على صلة بالمقاتلين في المنطقة، إن قوة قوامها نحو ألف مقاتل تحركت إلى خان الشيح التي تبعد 25 كيلومتراً عن هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967. وقال إن المقاتلين هاجموا كذلك مواقع تابعة للجيش السوري في بلدة القنيطرة قرب خط وقف إطلاق النار مع إسرائيل. وأضاف: «الهدف هو قطع الإمدادات عن القنيطرة». وذكر أن العمليات في خان الشيح تهدف كذلك إلى تخفيف الضغط عن ضاحية داريا، جنوب غربي دمشق، حيث يحاصر الجيش جيباً للمعارضة منذ شهرين. وكانت جبهة القتال الرئيسية حول دمشق عند الضواحي والأحياء الشرقية للمدينة. وقالت مصادر من المعارضة إن قوات الاسد توغلت في داريا على الطريق السريع المؤدي إلى الأردن لكنها لم تتمكن من استعادتها. إلى ذلك، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بيان انها تبلغت «بحزن شديد موت احمد شحادة المستشار في ممثلية الاتحاد الاوروبي في سورية». واوضحت آشتون أن شحادة الذي كان يهتم خصوصاً بمسائل تجارية «قتل بصاروخ اطلق في ضاحية داريا حيث كان يقيم»، بينما كان يقدم مساعدة انسانية لبعض السكان. واضافت انه عرف «بشهامته وشجاعته». وشحادة سوري في الثانية والثلاثين من العمر كان احد الذين ما زالوا يعملون في مكتب الاتحاد بعد رحيل آخر الاجانب في كانون الأول (ديسمبر) بسبب تصاعد المعارك في العاصمة السورية. على صعيد آخر، دعت جماعة «الإخوان المسلمين» المعارضة في سورية الاربعاء الى احياء اسبوع «تضامن» مع الشعب السوري في الذكرى الثانية لاندلاع الاحتجاجات المطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد. وأوضحت الجماعة في بيان أن أسبوع التضامن يبدأ غداً الجمعة «لنصرة الشعب السوري وثورته المباركة، في كل أرجاء سورية». ودعت الجماعة «شعبنا السوري البطل إلى إحياء جميع مظاهر الثورة، وإقامة المهرجانات والمسيرات، في المدن والبلدات والقرى والمهاجر والمخيمات كافة، مستلهمين روح الوحدة الوطنية الصادقة».