اقتحم مقاتلون من المعارضة السورية تجمعاً كبيراً للقوات النظامية جنوب مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في شمال غربي سورية السبت، تمهيداً للهجوم على معسكر وادي الضيف القريب الذي يحاصرونه منذ اسابيع، فيما ذكر أحد الناشطين ان هجوم قوات المعارضة المسلحة على قاعدة وادي الضيف قد تعطل بسبب مشكلات يعانيها المقاتلون في الامدادات. وفي غضون ذلك، سيطر الجيش السوري أمس على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص (وسط البلاد). وقال المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي يتخذ بريطانيا مقراً له، في بيان ان «مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب اخرى اقتحموا معسكر الحامدية للقوات النظامية، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع عناصر المعسكر ترافقت مع اصوات انفجارات شديدة». وأشار الى انشقاق دبابة مع كامل عناصرها من المركز الذي يضم عدداً من الدبابات والعناصر. وشهد المركز الجمعة انشقاق ستة جنود، كما انشق جندي في يوم سابق بعد ان قتل ستة من رفاقه في المركز قبل الفرار، ما يؤشر الى قوة الضغط العسكري الذي يمارسه مقاتلو المعارضة. وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «المعارك تدور الآن داخل مركز الحامدية». في الوقت نفسه، يستهدف مقاتلون معارضون معسكر وادي الضيف بالقذائف، وقد اصابت احداها دبابة، ما اسفر عن احتراقها، وفق المرصد. وبدأ الهجوم على وادي الضيف والحامدية منذ ايام، ويقول مقاتلون وناشطون ان مقاتلي المعارضة مصممون هذه المرة على الاستيلاء عليه. ونفذت طائرات حربية غارة جوية على محيط وادي الضيف، في محاولة لوقف تقدم المجموعات المقاتلة. وأوضح مقاتلون معارضون على الارض ان جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة «تقود الهجوم على وادي الضيف»، مشيرين الى اطلاق اسم «البنيان المرصوص» على العملية. لكن ناشطاً في محافظة حماة قال السبت ان الجيش عزز مواقعه في بلدة مورك، التي تقع على الطريق السريع الرئيسي الذي يربط دمشق بحلب لصد المعارضة المسلحة التي تنفد ذخيرتها. وأوضح الناشط علي الادلبي ان هجوماً للمعارضة المسلحة على قاعدة وادي الضيف إلى الشمال على الطريق السريع نفسه قد تعطل بسبب مشكلات يعانيها مقاتلو المعارضة في الامدادات. وأضاف ان القوات النظامية قصفت بلدة كرناز في حماة السبت ما اسفر عن مقتل عشرة اشخاص، فيما ذكر نشطاء آخرون ان 12 شخصاً اصيبوا لكن من دون سقوط قتلى. ولم يتسن التحقق من صحة هذه الانباء. وقال نشطاء ايضاً ان مقاتلاً فلسطينياً بارزاً في الجناح العسكري في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قتل في حلب الجمعة. وذكر مقاتل معارض ان محمد قنيطة ترك «كتائب عز الدين القسام» وانضم إلى جماعة جهادية قبل رحيله إلى سورية للمشاركة في القتال هناك. واستولى مقاتلو المعارضة في التاسع من تشرين الاول (اكتوبر) على مدينة معرة النعمان القريبة من وادي الضيف والواقعة على طريق دمشق حلب، ما اعاق الامدادات بالذخيرة والتموين الى حلب (شمال). ومنذ ذلك الحين، تحاول القوات النظامية اعادة فتح الطريق، فيما تحاول المعارضة استكمال السيطرة على معسكر وادي الضيف الذي يعتبر احد آخر اكبر التجمعات العسكرية للقوات النظامية في ريف حلب. الى ذلك، ذكر المرصد السوري ان «الجيش السوري سيطر السبت على حي دير بعلبة المحاصر في مدينة حمص (وسط سورية) بعد انسحاب مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة من الحي على اثر عملية عسكرية نفذتها القوات النظامية استمرت عدة ايام». وهذا يعني ان المعارضة لم تعد تسيطر سوى على أحياء حول وسط المدينة القديمة وحي الخالدية الملاصق إلى الشمال. وأضاف المرصد ان العملية «رافقها قصف عنيف واشتباكات متواصلة ومحاولات اقتحام متعددة وسط حصار للحي». وتابع ان «الحي يعيش ظروفاً انسانية مزرية ووردت انباء عن سقوط شهداء وجرحى لم يتمكن المرصد السوري من توثيقها بسبب صعوبة التواصل مع نشطاء الحي». وكانت حمص شهدت في شباط (فبراير) هجوماً واسعاً للجيش الذي قصف مناطق سكنية ما ادى الى مقتل 700 شخص معظمهم من المدنيين. وتكتسب حمص أهمية استراتيجية في معركة الرئيس بشار الأسد امام المعارضة، خصوصاً انها تقع على مفترق طرق تربط العاصمة دمشق بمناطق الساحل، كمدينة طرطوس ومحافظة اللاذقية. وأحرزت المعارضة المسلحة تقدماً ميدانياً طوال الاشهر القليلة الماضية خصوصاً في محافظتي حلب وادلب الشماليتين، وشنت هجوماً في محافظة حماة بوسط البلاد من شأنه أن يمد سيطرتها إلى الجنوب ناحية حمص ودمشق. وقتل 77 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية السبت، بحسب المرصد السوري، الذي اشار الى تكثيف الغارات الجوية على مناطق عدة من ريف دمشق حيث تستمر الاشتباكات والقصف في ريف حلب (شمال) وريف ادلب (شمال غرب) ودير الزور (شرق).