أعلن مصدر طبي عراقي وشهود عيان مقتل 25 مقاتلاً متطرفاً أمس في ثلاث ضربات جوية استهدفت مناطق يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة نينوى شمال العراق. وأكد مصدر طبي في مدينة الموصل أنه «تسلم جثث 25 من عناصر التنظيم قتلوا خلال غارات جوية يوم الاثنين». وأفاد شهود عيان بأن «الغارات استهدفت مقرات للتنظيم في ناحية زمار ومنطقتي بادوش واسكي». كما شنت قوات البيشمركة الكردية هجوماً على ناحية زمار التي انسحبت منها مطلع آب (أغسطس) إثر هجوم عناصر «داعش»، لكنها لم تحقق تقدماً يذكر. ثم شنت هجوماً مماثلاً على ناحية ربعية الواقعة قرب الحدود السورية بغطاء جوي للتحالف الدولي تمكّنت خلاله من السيطرة على هذه البلدة الاستراتيجية. وجرت العملية بالتعاون مع قبيلة شمّر العربية السنّية التي تقطن في هذه الناحية في أول تعاون عربي كردي في هذه المناطق لتحريرها من عناصر «داعش». وفي هذا الأثناء نفذت طائرات استرالية ليل الأحد الاثنين أول مهمة قتالية لها في العراق ضد تنظيم «داعش»، ولكن من دون أن تشن أي غارة، بحسب ما أعلن الجيش الاسترالي الذي قال في بيان إن «طائرات السوبر هورنيت نفذت هذه الليلة مهمة اعتراض جوي وإسناد جوي قريب فوق شمال العراق». وأضاف أن «طائرات السوبر هورنيت كانت جاهزة لضرب أهداف في حال تم تحديدها»، مشيراً إلى أن «الطائرات لم تستخدم ذخيرتها» خلال هذه العملية «وعادت إلى قواعدها للاستعداد لطلعات مقبلة». وتشارك استراليا في التحالف الدولي الذي يشن حملة الضربات الجوية على تنظيم «داعش» بقيادة الولاياتالمتحدة التي بدأت أولى الضربات بالعراق في آب (أغسطس) ثم توسّعت إلى ضرب كمواقع «داعش» في سورية. ومن المقرر أيضاً أن ترسل استراليا 200 جندي إلى العراق لتقديم المشورة للقوات العراقية والكردية، غير أن هذا الأمر لا يزال ينتظر موافقة الحكومة العراقية عليه. وقال القائد السابق للقوات الاسترالية بيتر ليهي للإذاعة الاسترالية إن عودة الطائرات من دون شن غارات أمر عادي. وأضاف: «يجب أن نتوقع ذلك، خصوصاً إذا أردنا الحد من الأضرار الجانبية ولا نريد قصف أهداف خاطئة». وتابع «رأينا الأسبوع الماضي كيف جعل مقاتلو الدولة الإسلامية أنفسهم أهدافاً أكثر صعوبة لأنهم تفرقوا ويستخدمون التمويه وانتقلوا إلى المدن». وكان رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت صرح عند طلب موافقة البرلمان المشاركة في التحالف الدولي بأن تنظيم الدولة الإسلامية «تنظيم مروع أعلن الحرب على العالم ويجب أن تتم مقاومته داخلياً وخارجياً لأن لدى التنظيم مطامع على مستوى العالم، وأن أمننا الدولي وأمننا القومي لا ينفصلان». وأضاف أن «عمليات قطع الرأس والصلب والإعدام الجماعي والتطهير العرقي والاستعباد الجنسي في شمال العراق وسورية ليست سوى البداية اذا تركت التنظيم يواصل تقدمه». وتلقى مشاركة استراليا في العمليات في العراق تأييد التحالف السياسي داخل استراليا بين حزب ابوت المحافظ وحزب العمال المعارض على حد سواء. ومن جانبه قال الزعيم العمالي كريس باون «إنها مهمة إنسانية ضرورية للسلام وحرية شعب العراق وكذلك للإستقرار والسلام العالميين».