ينتظر أن يتحول احتفال واسع تنظمه أربيل غداً لإحياء ذكرى قصف حلبجة بالأسلحة الكيماوية إلى مناسبة لعقد لقاءات بين كبار المسؤولين السياسيين، فيما أكد مسؤولون بارزون في كردستان أن قرار عودة الوزراء الأكراد إلى حضور جلسات الحكومة الاتحادية أو الاستمرار في مقاطعتها مرتبط باجتماع يعقده حزبا «الاتحاد الوطني» و «الديموقراطي» اليوم. ويتوقع أن تجري حوارات على هامش الذكرى بين الزعماء العراقيين المشاركين في المناسبة، ولم يلتقوا منذ مشاورات تشكيل الحكومة عام 2010. وكان رئيس الإقليم مسعود بارزاني استدعى الوزراء ورؤساء الكتل الكردية في البرلمان الاتحادي للتشاور واتخاذ موقف من تمرير الموازنة في غياب الأكراد وائتلاف العراقية بزعامة أياد علاوي، وأكد أن التحرك «سيكون مفتوحاً على كل الخيارات لحماية البلاد من التفرد». ومن المقرر أن يشارك في إحياء ذكرى قصف حلبجة شخصيات سياسية عراقية ودولية، وأعلن البرلمان العراقي في بيان أنه «سيشارك بوفد كبير من مختلف الكتل النيابية «، فيما سرت أنباء عن احتمال مشاركة رئيس الوزراء نوري المالكي، وزعيم تيار الصدر مقتدى الصدر وزعيم «المجلس الأعلى» عمار الحكيم. وجاءت المناسبة في أعقاب التحرك الذي بدأه الإقليم لانتزاع اعتراف دولي باعتبار الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الكردي إبان حكم النظام السابق «جرائم إبادة جماعية». وأعلن الناطق باسم حكومة الإقليم سفين دزيي تأجيل زيارته المقررة لبغداد، بسبب «الخرق الذي أصاب العملية السياسية التي بنيت على أساس التوافق والشراكة». من جهة أخرى، قال رئيس ديوان رئاسة الإقليم فؤاد حسين في تصريحات أمس على هامش مشاركته في ملتقى سنوي تنظمه الجامعة الأميركية في السليمانية إن «الأزمات التي يشهدها العراق تتجه نحو المزيد من التعقيد»، مشيراً إلى أن «الموقف من عودة الوزراء الأكراد إلى بغداد سيتضح خلال اجتماع يعقده الحزبان الرئيسيان». وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري (كردي)، أكد أن الوزراء الأكراد في الحكومة الاتحادية «مستعدون للانسحاب إذا تلقوا أمراً بذلك من رئاسة الإقليم»، فيما قال القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» برهم صالح إن «كل الاحتمالات واردة»، مشيراً إلى أن «الأزمة بلغت مرحلة لا يمكن السكوت عنها، والتوجه المتدرج لتهميش المكونات العراقية مسألة مرفوضة، وسنعقد اجتماعاً آخر لإعلان موقفنا النهائي». وافتتح برلمان كردستان أمس فصله التشريعي الأخير، ومن المقرر أن يعقد اليوم جلسة استثنائية يستضيف خلالها نائب رئيس حكومة الإقليم عماد أحمد لمناقشة الأزمة بين أربيل وبغداد واتخاذ موقف منها.