أعلنت الحكومة الجزائرية أنها بصدد البدء في تنفيذ إجراءات «في القريب العاجل» لمصلحة تشغيل الشباب في جنوب البلاد، عقب اجتماع حكومي «طارئ» برئاسة الوزير الأول عبدالمالك سلال خُصص لمسألة «الغضب» المتنامي في ولايات جنوبية. واستدعى سلال إلى مكتبه أعياناً من الصحراء وأبلغهم أن من بين الإجراءات تسليم مسؤولية التعيين في البلدات والدوائر الجنوبية إلى مسؤولين من المنطقة نفسها وليس من خارجها، طالباً منهم في المقابل الإسهام في التهدئة «إلى غاية الإفراج عن الإجراءات الجديدة». وأطلقت الحكومة الجزائرية، أمس، وعوداً بإجراءات «عاجلة» بخصوص تشغيل الشبان في الجنوب. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر حكومي إنه «تم اتخاذ القرار في شأن هذه الإجراءات عقب مجلس وزاري مشترك ترأسه الوزير الأول عبدالمالك سلال مساء الأحد». وفي العادة تراهن الحكومة على الأعيان والمشايخ في التواصل مع الحركات الاحتجاجية في جنوب البلاد، لكن هذه السياسة باتت توصف ب «غير النافعة» في ظل وجود تصورات جديدة بين أبناء ولايات الجنوب ترفض «التعاطي القبلي» مع مطالبهم. وقرر البرلمان الجزائري، أمس، إيفاد وفد من 11 نائباً يمثّلون لجنة النقل والمواصلات والاتصالات السلكية واللاسلكية في «زيارات ميدانية» إلى أدرار وتمنراست وجانت وإليزي في جنوب البلاد. وأعلن البرلمان أن «الوفد خلال زياراته إلى هذه المناطق الجنوبية التي ستدوم تسعة أيام، سيعاين المرافق والمنشآت التي تدخل ضمن اختصاصات اللجنة». كما سيلتقي أعضاء الوفد الذي سيقوده رئيس لجنة النقل بالمجلس محمود قمامة (كبير أعيان تمنراست) ب «السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني والأعيان للاطلاع عن قرب على واقع التنمية المحلية وتحدياتها وسبل تلبية الانشغالات الملحة لسكان ومواطني هذه الولايات». وتحرك الحكومة لتلبية مطالب شبان الجنوب يأتي بعد دعوة منظمات حقوقية وجمعيات إلى تنظيم تظاهرة «مليونية» في ولاية ورقلة الخميس. وقال أصحاب المبادرة إن الوقت قد حان لأن تتخذ الحكومة إجراءات من أجل تحسين الأوضاع الاجتماعية لسكان الجنوب، بخاصة مشكلة البطالة التي تعتبر السبب الرئيسي في التظاهرات والاحتجاجات التي تعرفها مدن الجنوب منذ أشهر. ودعا «التجمع الوطني الديموقراطي»، المشارك في الحكومة، شباب الجنوب إلى حماية مكتسبات الوطن ونبذ كل أشكال العنف والتحريض، مذكّراً بأن التحديات الكبيرة التي تواجهها الجزائر تتطلب التحلي بروح المسؤولية والوعي بالرهانات الوطنية الكبرى. ونبّه في بيان إلى «خطورة التحركات اللامسؤولة» في بعض ولايات الجنوب وكذلك «الانسياق وراء الدعوات المغرضة التي من شأنها المساس باستقرار المنطقة والوحدة الوطنية».