قال مصدر مطلع في وزارة الخارجية السعودية، عن القرار الذي أصدرته الوزارة أخيراً، في شأن تعليق جميع أنشطة السفارات الأجنبية على أرض المملكة، التي تعمل خارج مقر البعثة الديبلوماسية، إلا بعد الحصول على ترخيص رسمي، بأنه: «نتمنى ألا يفهم هذا القرار بسوء قصد، أو أن القرار يستهدف بعثات ديبلوماسية معينة». وأكد المصدر في حديث إلى «الحياة» أنه «جرت العادة للبعثات الديبلوماسية في جميع دول العالم أن أنشتطها التي تمارس خارج مقر السفارة والبعثة الديبلوماسية، تخضع دائماً لأنظمة وقوانين البلد المضيف». من جهته، قال سفير السودان لدى المملكة عبدالحافظ إبراهيم إن جميع الاتحادات والروابط والجمعيات السودانية في المملكة تمّ تعليق نشاطاتها، وذلك بناءً على خطاب وجّهته وزارة الخارجية إلى السفارة، معتبراً أن «بعض الجمعيات تمارس أعمالاً معادية لدولها». وأكد السفير حافظ في حديث إلى «الحياة»، أن توجيه وزارة الخارجية السعودية لم يحدد الأسباب لإيقاف أعمال هذه الجمعيات، وإنما دعا جميع السفارات الأجنبية إلى إيقاف الأنشطة فوراً، مضيفاً: «وزارة الخارجية طلبت منا في خطاب معمم على السفارات جميعاً، أن يتمّ الحصول على موافقتها في صورة رسمية، لإقامة أي نشاط خارجي، سواء أكان عملاً يختص بالروابط أم الاتحادات أم الجمعيات، والخطاب لم يوضح أية أسباب». وأكد أن الخارجية لفتت إلى أن بعض النشاطات تمارس فيها مخالفات لأنظمة المملكة وقوانينها، ولا بد من إيقافها فوراً، والحصول على إذن من وزارة الخارجية، وأن يتمّ تجميدها حتى تحصل على تراخيص. ولم يفصح السفير السوداني عن الأعداد للجمعيات أو الأنشطة التابعة لبلاده في المملكة التي قد تتضرر من القرار، مشيراً إلى أن: «بيان وزارة الخارجية اعتبر أن هذا الأمر مخالف لأنظمة المملكة، وهناك بعض الجمعيات يجب أن تتوقف»، لافتاً إلى أن السفارة ستقوم بمخاطبة الخارجية للحصول على تراخيص. وأضاف: «لا يوجد تأثير على مصالح السودانيين، وإنما لدينا تكافل لمساعدة أبناء الجالية السودانية، وللأسف أن هناك بعض الجاليات تمارس أنشطة معادية لدولتها». وفيما أكد السفير المصري لدى المملكة عفيفي عبدالوهاب أن سفارة بلاده ملتزمة بالأنظمة المعمول بها داخل المملكة كافة، وقال السفير الفلسطيني لدى الرياض جمال الشوبكي، أن العمل في جامعة القدس المفتوحة التي كانت ترعاها السفارة أُوقف بناءً على التوجيه، مضيفاً: «نحن بدورنا امتثلنا وراسلنا الإخوة في السعودية، في أن يمنحونا فرصة لإكمال دراسة الطلاب الذين يدرسون فيها حالياً». وزاد: «السفارة تحترم كل القوانين المطبقة في المملكة، وتصلنا عبر الوزارة بعض التعاميم ونحترمها، والتزمنا بكل ما طلب منا». وكانت وزارة الخارجية عممت على جميع السفارات الأجنبية على أرض المملكة، بضرورة إيقاف جميع أنشطة الجمعيات والاتحادات والنقابات التابعة لها وتعمل خارج محيط السفارة، ودعت الوزارة جميع السفارات إلى الحصول على تراخيص رسمية.