أكد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل عن مناقشات بين لجنة تطوير الأحياء العشوائية في المنطقة وبين وزارة العمل تهدف إلى إيجاد فرص وظيفية لسكان الأحياء العشوائية، مبيناً حرص الشركات الكبيرة المنفذة لمشاريع التطوير على استقبال شبان وشابات هذه الأحياء. وأكد خلال مشاركته في الملتقى الأول لتطوير المناطق العشوائية لكرسي الأمير خالد الفيصل في جامعة أم القرى أمس، عدم اقتصار مشكلة العشوائيات في السعودية فقط، إنما هي مشكلة عالمية ولا توجد مدينة كبيرة في العالم خالية من العشوائيات، مبيناً وجود محاولات لإصلاح هذه الأحياء التي سجلت بعض النجاحات فيها بيد أن الإحباطات كانت أكثر من النجاحات في تلك المدن. وأفاد بأن مشكلات عدة واجهت لجنة تطوير ومعالجة العشوائيات في مكةالمكرمة على وجه الخصوص، إذ تتميز المنطقة باستقبال الحجاج والمعتمرين منذ الأزل، الأمر الذي يؤدي إلى تخلف الكثير منهم وتأخرهم عن العودة إلى بلدانهم، لافتاً إلى أن إيجاد فرص وظيفية لهم سيحقق فائدة لهم وللبلاد، وليكونوا من المقيمين وربما في يوم من الأيام يصبحون من المواطنين الصالحين في هذه البلاد. وأضاف «يوجد من فروا بدينهم من بلدانهم وتوجهوا إلى هذه الأرض المقدسة وقبلت بهم هذه البلاد، فبقوا فيها أعواماً طويلة حتى أصبح من الضروري معالجة هذا الأمر، إذ يوجد من ترك الأحياء العشوائية في المدن الكبيرة بحثاً لإيجاد حل للمشكلة». من جهته، شدد المشرف العام على الكرسي الدكتور أمجد مغربي على ضرورة الشراكة المجتمعية المتمثلة في الكرسي، من خلال ورش العمل والبحث العلمي، إضافة إلى الشراكات مع كبرى الجهات البحثية العالمية التي ستلعب دوراً مهماً في تعزيز العلاقة بين التخصصية وجهات التطوير، موضحاً أن الملتقى مبني على أسس علمية في تطوير المناطق العشوائية وتحقيق التنمية الاجتماعية، متمنياً أن يخلص الملتقى بخريطة طريق للتعامل الأمثل مع المناطق العشوائية بصورة متكاملة مما يحقق الهدف الأسمى لهذا الكرسي وهو الارتقاء بالإنسان قبل المكان. وأفاد خلال حديثه إلى «الحياة» بأن اختيار الكرسي لمدينة إسطنبول جاء من باب تشابهها للمنطقة العربية، كونها تجربة ناجحة باهتمامها بالرفاهية الاجتماعية، والرفاهية الاقتصادية للسكان إذ إنها قفزت إلى أفضل المناطق السياحية الناجحة، موضحاً أن دعم الكرسي لأبحاث الماجستير منها بحث التنمية المستدامة، واستقطاب الباحثين من جميع الدول ومتخذي القرار كان للفائدة. وعقد الملتقى ثلاث جلسات تضمنت الجلسة الأولى محور التجارب العالمية في التعامل مع العشوائيات، من خلال أربع محاضرات تحدث في بدايتها البروفيسور بابر ممتاز من الولاياتالمتحدة الأميركية عن تحويل السكن العشوائي، وفي المحاضرة الثانية ألقى الدكتور أحمد سليمان من جمهورية مصر الضوء على المقررات التمهيدية نحو الابتكار للتطوير الحضري غير الرسمي في مصر، فيما تحدث في المحاضرة الثالثة الدكتور فروبس دافيد من بريطانيا عن تجربة الترقية المتكاملة في الإسماعيلية بمصر، واختتمت الجلسة الأولى بمحاضرة الدكتور طارق رشيد من مصر حول الجيوفضائية وتكنولوجيات الكشف ورسم الخرائط وإدارة استباقية المناطق والأحياء الفقيرة. وأكد رئيس بلدية إسطنبول الدكتور قادر طوباش ل «الحياة» أن العشوائيات مشكلة عالمية تؤرق جميع الدول، وقد بدأ رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في تطوير العشوائيات بالمدينة وتابعنا ما بدأه، وأن البلدية أوقفت البناء في المناطق العشوائية، مبيناً أن البلدية حين بدأت في مشروعها كان عدد السكان نحو 11 مليون نسمة، بينما الآن أصبح عددهم يقدر بنحو 14 مليون نسمة. بدوره، قدم المدير التنفيذي للشركة المطورة لحي الرويس في جدة المهندس فؤاد سروجي تجربة الشركة في تطوير الحي الذي تبلغ مساحته نحو 1.439 مليون متر مربع بإعادة التنظيم ومعالجة البنى التحتية وحل المشكلات الاجتماعية والبيئية. وقال المهندس سروجي إن نسبة السكان الأجانب في الحي بلغت نحو 70 في المئة، كما أن الخدمات تتوزع فيه بطرق غير نظامية، فيما أكد المدير التنفيذي لإحدى الشركات المطورة للأحياء العشوائية بالعاصمة المقدسة الدكتور عبدالله سراج الدين أن مؤسسات المجتمع المدني لم تتواصل معهم في الوصول إلى أهالي المناطق العشوائية وتطوير الأحياء، مبيناً أن نحو 60 موقعاً عشوائياً في مكةالمكرمة تدرسها أمانة العاصمة المقدسة لتطويرها، ويمكن الاستفادة من بعضها في الأنشطة التجارية ومن بينها منطقة جبل الشراشف.