بدات فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب مساء الثلاثاء في غياب "المحتسبين" الذين كانوا خلال الاعوام الماضية ضمن المشهد العام قبيل حفل الافتتاح. ولم يخل المعرض من حضور متشددين، وسط انتشار عادي لقوات الامن، لكنهم لم يتجمعوا اعتراضا على محتويات الكتب او للتنديد ب"الاختلاط" بين الذكور والاناث في المعرض الذي يستمر مدة عشرة ايام. ويتولى المشرفون على المعرض مصادرة مطبوعات يعتبرون انها تمس الذات الالهية او النبي محمد، لمنع تدخل "المحتسبين" الذين يتحركون احيانا ضمن مجموعات دافعها الذود عما يعتبرونه مسا بثوابت الاسلام. وشهدت الدورات السابقة للمعرض تدخل متشددين دينيا لمنع بعض المطبوعات او المطالبة بسحبها بذريعة انها تخالف العقيدة الدينية، ما ادى الى اثارةالفوضى في بعض الاحيان، فضلا عن الانتقادات. يذكر ان علماء دين بارزين كانوا اعلنوا قبل ايام ان الاختلاط اذا حصل في اماكن مثل معرض الكتاب يكون "غير مقصود". وقال ناشرون ان المصادرة اقتصرت على بعض العناوين "الحساسة" العام الحالي، واوضح احدهم وهو لبناني رفض الكشف عن اسمه انه "بحكم الخبرة والواقع، صار الجميع يعرف كيف يتفادى المنع والمصادرة باستثناء قلة". لكن مسؤولا في دار نشر اكد لوكالة فرانس برس مصادرة "اربعة عناوين" رافضا الكشف عنها "لانني لا اريد ازعاج احد". ورغم ذلك، تتضمن بعض الاجنحة كتبا "جريئة" بالمعايير السعودية للمطبوعات بعضها فلسفي الطابع او ينطوي على ايديولوجيا مخالفة للسائد. وشهدت القاعات الفسيحة حيث تعرض دور النشر المشاركة انتاجها الجديد والقديم ايضا اقبالا تخلله حضور لافت للنساء كاشفات الوجه، خصوصا على مؤلفات وروايات تتطرق الى الاوضاع الاجتماعية كتبتها خليجيات. لكن احد القائمين على دور النشر المشاركة قال لفرانس برس "انها المرة الاولى التي يطلب فيها سعوديون خصما على سعر الكتاب (...) هذا امر لم نختبره سابقا". وقام وزير الثقافة والاعلام عبد العزيز خوجة بتدشين المعرض بحضور وزير الاتصال المغربي الناطق الرسمي للحكومة مصطفى الخلفي. والمغرب هو اول ضيف شرف عربي في المعرض حيث سيقدم عدد من مثقفيه وكتابه موروثهم الفكري عبر ندوات ادبية تقام على هامش المعرض. واعتبر خوجة معرض الكتاب "فرصة عظيمة للحوار" مشيرا الى ان "دور النشر السعودية باتت تنافس العربية والاجنبية". وقال ان معرض الكتاب رغم سنواته المعدودة من "اهم معارض الكتب في العالم العربي، بحيث تزداد اعداد دور النشر المشاركة والكتب، ما يشكل (...) مساهمة كبيرة في صياغة الافكار وتشكيل الوعي". الى ذلك، تقوم ادارة المعرض بتكريم عدد من الكتاب السعوديين وثماني نساء ينشطن في العمل الاجتماعي احداهن الامير عادلة بنت العاهل السعودي. واعلن وكيل وزارة الثقافة والاعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب ناصر الحجيلان ان السلطات وافقت على مشاركة 957 جهة العام الحالي. يذكر ان الدورة الماضية للمعرض شهدت مشاركة نحو 600 جهة. واوضح ان هذا العدد يشمل دور نشر ومؤسسات حكومية واهلية وخيرية من حوالى 30 دولة عربية واوروبية "انطبقت عليهم المعايير والشروط اللازمة من اصل 1217 كانوا تقدموا للتسجيل عبر الموقع الالكتروني". وقال الحجيلان ان اجراءات القبول لدور النشر والجهات تمت بعد استيفاء جميع الشروط والضوابط الخاصة بتصنيف دور النشر وتحديد مستوى كل منها من حيث المطبوعات وتنوعها ومستواها. واشار الى ندوات لمثقفين وكتاب مغاربة تقام على هامش المعرض حول الفكر العربي الاسلامي في المغرب والخطاب النقدي الادبي وكذلك امسية شعرية بمشاركة عدد من الشعراء كما اكد اختيار مدينة جدة لاستضافة ندوة حول الكتابة الروائية في المغرب.