اعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ان القوات المسلحة «ستنهي السرطان الموجود في صعدة واينما وُجد بارادة قوية وصلبة»، في وقت استمرت المعارك الضارية على خمس جبهات. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصادر محلية في صنعاء ان الجيش يواصل عملية «الارض المحروقة» في محافظتي صعدة وعمران وغيرهما، وان المعارك متواصلة في منطقتي حرف سفيان في عمران والملاحيظ في صعدة. وقال علي صالح أن القوات اليمنية «ستواصل مهماتها العسكرية في محافظة صعدة حتى يتم القضاء على المتمردين الحوثيين نهائياً». واضاف، في كلمة أثناء حضوره حفلة تخرج دفعات جديدة من الكليات والمعاهد والمدارس العسكرية والأمنية في الكلية العسكرية في صنعاء، «أن قواتكم المسلحة والأمنية الباسلة ومعها كل الشرفاء في محافظة صعدة وفي محور صعدة وحرف سفيان والملاحيظ يلقنون عناصر التمرد الشيطانية درساً لن ينسوه». وقال: «اجبرونا على القوة، سنشتري العتاد لضربهم اينما وجدوا وبكل الوسائل وسنستمر في ضربهم». ومع اتهامه جماعة «الحوثي» ب «هدم المدارس والمستشفيات وتخريبها وعرقلة جهود التنمية»، قال أن «الحوثيين يجبروننا على بناء المتاريس والتحصينات بدلاً عن المدراس نحن مصممون على اجتثاث شرور فتنتهم من الارض وضربهم في اوكارهم اينما وجدوا». وكانت جبهات المواجهة المحتدمة شهدت أمس اشتباكات راوحت بين متقطعة وشرسة، وأعلن مصدر أمني مقتل 100 من «الحوثيين» واعتقال 300 آخرين وجرح العشرات خلال الأيام الماضية في جبهة صعدة، في حين كانت اكثر المعارك ضراوة في حرف سفيان وأسفرت عن عشرات القتلى والجرحى، معظمهم من «الحوثيين». وقالت مصادر محلية في محافظتي صعدة وعمران إن المواجهات المسلحة انحصرت في خمس جبهات أشدها في حرف سفيان التي اشتدت فيها المعارك البرية خصوصاً في وادي شبارق والحيرة، ومدينة الحرف. وذُكر ان الشيخ جابر مطر أحد مشايخ قبائل العصيمات الموالية للسلطة قتل في المعارك. لكن الجيش نجح في فتح طريق منطقة الليل في مديرية آل عمار، بعد اشتباكات ضارية امتدت الى منطقتي محضة والطلح ثم إلى مديرية الظاهر في جبال الملاحيظ ومديرية شدا. واعلن الشيخ صادق عبد الله الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، وقوف القبيلة إلى جانب الجيش والدولة في معارك القضاء على «الحوثيين». وأكد مصدر مسؤول في وزارة الدفاع «أن المجاميع الحاشدة من أبناء القبائل اليمنية واصلت التوافد طوعياً إلى المعسكرات لمشاركة أبناء القوات المسلحة والأمن في التصدي للمتمردين، مشيراً إلى أن المعسكرات فتحت أبوابها لاستقبال المتطوعين للقتال إلى جانب القوات الحكومي. ولفت النظر ما قاله الناطق باسم السفارة الاميركية في صنعاء واكر موري عن قلق بلاده من تجدد القتال في صعدة وعمران وقال، لمجلة «الصحوة» المعارضة: «نأمل في عودة الطرفين إلى وقف إطلاق النار والتزام الجانبين مسؤولية حماية المدنيين والنازحين». وفي نيويورك، ناشد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون «جميع الاطراف» في اليمن «ان يسمحوا بايصال المساعدة الانسانية الى المناطق المتأثرة» بالقتال. وشددت الناطقة ماري اوكابي على مناشدة الامين العام للجميع ان يتجاوبوا مع الحاجة الانسانية الملحة»، وعلى انه «يأمل ان يُعالج الوضع في شمال اليمن قريبا بوسائل سلمية وان يتوقف القتال». واشارت الى ان منظمة الصحة العالمية ارسلت معدات الى اليمن وانها سترسل المزيد الاسبوع المقبل.