تشهد المساجد والجوامع في شهر رمضان المبارك، إقبالاً كبيراً من المصلين، الذين يعتبرونها «نقطة التقاء» لهم، يجدون فيها مكاناً مريحاً للنفوس والتقرب إلى الله في هذا الشهر الكريم، الذي يتجه فيه الصائمون إلى العبادة وقراءة القرآن الكريم في شكل مكثف ومتواصل، في لحظات روحانية يتخلون فيها عن كل مشاغل وهموم الحياة اليومية. وعلى رغم ان الأسواق التجارية التي تعج بالمتسوقين، الذين بدؤوا مبكراً بالاستعداد لقضاء حاجياتهم الرمضانية، إلا أنه في المقابل؛ تجري استعدادات أخرى في بيوت الله، التي ينشغل العاملون فيها خلال هذه الأيام بإنهاء التجهيزات والترتيبات كافة، وبخاصة مع بدء العد التنازلي لدخول شهر رمضان المبارك. وكثفت جوامع ومساجد المنطقة الشرقية، استعداداتها المبكرة، إذ أعلن العاملون فيها حال «الاستنفار القصوى» لاستقبال جموع المصلين الذين سيتوافدن عليها منذ أول أيام رمضان، وطوال 30 يوماً، من خلال القيام بأعمال التنظيف وغسل الفرش الموجود، أو استبداله بآخر جديد، إضافة إلى عمل صيانة لمكبرات الصوت، وأجهزة التكييف، والمرافق العامة، وتوزيع نسخ إضافية من القرآن الكريم، وكتب إرشادية، وأشرطة محاضرات وندوات. فيما سعت مساجد إلى إجراء عمليات توسعة وتخصيص أماكن إلى النساء، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، إضافة إلى قيام مساجد أخرى صغيرة في أحياء شعبية، بالاستفادة من الأراضي الخالية المجاورة لها، وتخصيصها إلى المصلين، بعد التنسيق مع ملاكها. وتحرص الجوامع على تهيئة أجواء العبادة للمصلين داخل أروقتها في شكل مستمر، وبخاصة في العشر الأواخر من الشهر، والتي عادة ما تشهد إقبالاً لافتاً ومتزايداً، نظراً لحرصهم على ختمة القرآن الكريم وتوديع الشهر الكريم. ومن ضمن الاستعدادات التي تقوم بها مراكز الدعوة والإرشاد في المساجد، تنظيم حلقات لحفظ القرآن الكريم، ومجالس الذكر، ومحاضرات توعوية وتثقيفية، إضافة إلى نشر فتاوى تتعلق في أحكام الصيام. فيما يتم تنظيم دورات وندوات دينية وشرعية للرجال والنساء، على فترات مختلفة، والتي عادة ما تلقى إقبالاً كبيراً، بعد أن تم تخصيص مكان لإقامتها في جميع المساجد والجوامع. وتأتي هذه الاستعدادات بالتزامن مع قيام أئمة وخطباء بالتحضير لخطب الجمع، من خلال التطرق إلى أمور تتعلق في الصائم، وكيفية قضائه لوقته، وبخاصة أنه يعتبر ضمن أشهر العطلات الصيفية لكثير من العاملين والطلاب، إضافة إلى عقد حلقات علمية وثقافية، تستهدف جميع شرائح المجتمع، وتهيئة أجواء روحانية لعموم المصلين. وعادة ما تشهد المساجد زحاماً شديداً خلال صلاة التراويح، والتي يتوافد عليها المصلون في ساعة مبكرة، بهدف حجز مكان لهم، وبخاصة في المساجد التي يشتهر أئمتها بتلاوتهم الجيدة للقرآن. فيما يحرص آخرون على البقاء بين أروقتها لفترات طويلة، وبخاصة في فترات النهار، التي عادة ما تكون طويلة على الصائم.