غداة توقيع رئيسي الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي مرسوم دعوة الهيئات الناخبة إلى إجراء الانتخاب، وفقاً لقانون الستين، وتأكيد ميقاتي أن المشروع «الأرثوذكسي» لن يمر، تداعى نواب كتل الأكثرية في «التنمية والتحرير» و»الوفاء للمقاومة» و»التيار الوطني الحر» و»المردة» و»الطاشناق»، إلى اجتماع في المجلس النيابي ناقشوا خلاله على مدى ساعتين الموضوع الانتخابي من كل جوانبه. وجاء في بيان أصدره نواب الأكثرية بعد الاجتماع وتلاه النائب إبراهيم كنعان: «إنه ليوم أسود في تاريخ السلطة التنفيذية الذي تجسد بتجاوز الإرادة الوطنية عموماً والمسيحية خصوصاً الرافضة لقانون الستين ولإعادة إحيائه، علماً أنه طبق لمرة واحدة وانتهى، عبر دعوة الهيئات الناخبة وفقاً لهذا القانون الميت، المرفوض وطنياً. إن الالتفاف على ما قررته اللجان المشتركة في ما يتعلق بالاقتراح الأرثوذكسي يشكل سابقة خطيرة تهدد المسار الديموقراطي البرلماني في لبنان. وإن ما ارتكب (أول من) أمس هو تراجع ضمني وتناقض واضح مع ما تبنته الحكومة بالعودة إلى قانون الستين والسبعين يوماً». واعتبر النواب أن «استكمال المسار التشريعي عبر الهيئة العامة الذي بدأ في اللجان المشتركة مروراً باللجنة الفرعية وعاد إلى اللجان التي أقرت صيغة «اللقاء الأرثوذكسي»، هو الإطار القانوني الطبيعي لإقرار قانون انتخاب جديد وفقاً لمواد الدستور وهو واجب وطني». وإذ أكد المجتمعون «احترام المواعيد الدستورية لإجراء الانتخابات على أساس قانون جديد يضمن صحة التمثيل عبر احترام مبدأ المناصفة المكرس دستورياً وميثاقياً والمجسد باقتراح «الأرثوذكسي»، اعتبروا أن «مصادرة صلاحية المجلس النيابي عبر الجزم بأن صيغة «الأرثوذكسي» لن تمر، إنما هو تطاول على دور السلطة التشريعية واستباق للنتائج التي سيخرج بها المسار التشريعي وتجاوز لمبدأ فصل السلطات». وقال كنعان رداً على أسئلة الصحافيين إن قرار دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى هيئة عامة لإقرار اقتراح «الأرثوذكسي» يعود إليه «ونحن عبرنا عن موقف موحد وهو رفض قانون الستين، وبالتالي استكمال المسار التشريعي بالشكل السليم ووفقاً للمعطيات الدستورية الموجودة». وعما إذا كان من تزامن بين دعوة الهيئات الناخبة إلى إجراء الانتخاب على أساس الستين وبين تصريح السفيرة الأميركية، أجاب: «إذا لم يكن هناك تزامن فالأمور واضحة وهناك دليل ظرفي واضح». وعن قول ميقاتي إن لديه طرقاً لمنع إقرار الأرثوذكسي، أجاب: «نحن رددنا عليه في البيان. أما الخطوات التالية فتتقرر تباعاً وستسمعون بها». وبعد انتهاء الاجتماع التقى وفد من نواب الأكثرية ضم كنعان وعلي عمار وعلي بزي، الرئيس بري ووضعوه في أجواء الاجتماع والبيان. وتباحثوا معه في استكمال المسار التشريعي، والمرحلة المقبلة والأجواء التي ترافق وتواكب عملية الانتخابات. وقالت مصادر نيابية ل «الحياة»، إن «الرئيس بري أثنى على البيان». ووصفته بأنه «شديد اللهجة، ويتضمن معاني منتقاة بعناية ورسالة واضحة وقوية جداً». ونقلت المصادر عن بري قوله إنه «يعرف واجباته وصلاحياته وكيف يدير السلطة التشريعية والتعاطي في هذا الإطار (دعوة الهيئات الناخبة) مع ملف الانتخابات». وأشارت نقلاً عنه، إلى «أن المجلس النيابي سيد نفسه، وهو الذي يقرر وليس في حاجة إلى دروس من أحد. الستين انتهى فلماذا إعادة إحيائه؟».