أعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان مقتل حوالى 15 «ارهابياً» في معارك عنيفة اندلعت ليل الاثنين - الثلثاء بين القوات الفرنسية والتشادية من جهة وبين المقاتلين الاسلاميين من جهة اخرى، في منطقة وادي اميتيتاي شمال شرقي مالي. واشار الى مقتل عشرات من الاسلاميين في الايام الماضية في منطقة ادرار الجبلية، حيث سقط جندي فرنسي ثالث السبت الماضي، كاشفاً فرض القوات الفرنسية والتشادية طوقاً حول ادرار وايفوقاس ووادي اميتيتاي «لكن الأمر لم ينته، لأن ودياناً اخرى لا تزال خارج نطاق العمليات». وفيما اكد الرئيس التشادي ادريس ديبي مجدداً تصفية قياديين اثنين في تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، هما الجزائريان عبد الحميد أبو زيد ومختار بلمختار، قال لو دريان إن «فرنسا ليست في وضع يسمح لها بتأكيد مقتلهما». ولدى سؤاله عن صورة نشرتها وسائل اعلام فرنسية لجثة مغطاة جزئياً زعمت انها لبلمختار، رد لودريان بأنه غير مقتنع بها، في وقت اوضح ديبي ان جثتي القياديين لم تعرضا علناً حفاظاً على حرمة الموت، وصرح للتلفزيون الرسمي: «أقول للوزير لو دريان الذي يسأل عن دليل، إننا كمسلمين لا نستطيع ان نُظهر جثث الموتى، لكننا سنرى في الأيام المقبلة ان هؤلاء الارهابيين قتلوا بلا شك على يد القوات التشادية». الى ذلك، اعلن الوزير الفرنسي ان بلاده تملك معلومات عن اماكن 7 رهائن من عائلة واحدة، بينهم 4 اطفال، خطفوا في الكاميرون الشهر الماضي ونقلوا الى نيجيريا، وأنهم لا يزالون احياء. وشدد على رغبته في التحلي بتكتم شديد حول الموضوع، رغم تفهمه معاناة العائلات، مكرراً بأن العمليات الفرنسية «ناشطة، وتحرص على احترام حياة الرهائن في حال كانوا في مالي». كما جدد تمسك فرنسا بالعمل لاستعادة مالي سيادتها، في مقابل رغبة الجماعات الارهابية في ان يصبح هذا البلد ملجأ، و «هو امر لا يمكن ان نتساهل معه». وفي الجزائر، صرح كمال رزاق بارة، مستشار الرئيس، بأن «تدويل الأزمة في منطقة الساحل الإفريقي قد يجر إلى أخطار، بينها عسكرة الأزمة وانتشار الطائفية والتفكيك، فيما لا يخدم تدويل الأزمة في مالي تحديداً تماسكها العرقي والاجتماعي والاقتصادي للماليين». وعزا سبب التدويل الى تحول المنطقة إلى بؤرة اقليمية للتطرف، ترجمها خطف جماعات مسلحة اجانب كثيرين، وتنفيذ عمليات مسلحة ضد جيوش دول الساحل. ورأى ان تجنب هذه الاخطار يتطلب معالجة مسبقة للأزمة من دول الميدان، وهي الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حذر من خطورة تعرض أمن بلاده للخطر بسبب الوضع الأمني المتأزم في مالي.