تعهد الرئيس السوداني عمر البشير في أول أيام عيد الأضحى المبارك بالتغلب على الصعوبات الحياتية ومعالجة معاناة السودانيين من غلاء الأسعار الفاحش، ومواجهة التحديات وتحقيق شروط النمو والتقدم للبلاد. وشدد البشير الذي يؤدي حالياً مشاعر الحج في الأراضي المقدسة في رسالة إلى السودانيين أمس، على أن «عيد الأضحى يوم للتراحم والتآزر، والتسامح والتسامي عن سفاسف الأمور، وترويض الأنفس على التجرد ونبذ الأنانية والتمسك بما يمليه الدين الحنيف من تضامن ووئام وإخاء وسلام، والتحلي بمكارم الأخلاق، والتنافس على إكثار الطاعات». وشكر البشير حكومة المملكة العربية السعودية لرعايتها لحجاج بيت الله من أهل السودان، الذين قال إنهم «يمثلون السودان بما هو معروف عنه من هوية ثقافية وحضارية وتربية روحية، وأشواق للنفحات الربانية والروضة النبوية، والتزام وسطي ومعتدل». أما في الدمازين عاصمة ولاية النيل الأزرق، فأكد وزير الدفاع عبد الرحيم حسين، جاهزية القوات الحكومية للدفاع عن الوطن وحماية أراضيه من التمرد، موضحاً أن القوات المسلحة ستحسم التمرد نهائياً خلال الصيف المقبل. وأضاف الوزير لدى مخاطبته المصلين في ميدان المولد في الدمازين أمس، أن «ديدن القوات المسلحة التمسك بحبل الصبر والمثابرة تحقيقاً للنصر الذي سيظل حليفها في كل ميادين الوغى». ودعا المتمردين للعودة، مبيناً أن أبواب الحوار والمشاركة فيه ستظل مفتوحة لكل مكونات المجتمع في الداخل والخارج عبر بوابة الحوار الوطني. وفي غرب السودان، كشف حاكم ولاية وسط دارفور جعفر عبد الحكم، عن بدء لجان بإجراء حوار مع 4 مجموعات من الحركات المسلحة في مرتفعات جبل «مرة»، التي لاذت بها حركات مسلحة عدة منذ انطلاق التمرد في دارفور. وأكد عبد الحكم أن الحوار سيفضي إلى نتائج طيبة والتوصل إلى سلام دائم في الإقليم. وزاد أن الخطوة تأتي نتيجة لمبادرته التي طرحها أثناء زيارته أخيراً إلى مناطق جبل مرة، تنفيذاً لأوامر البشير المتعلقة بالحوار. إلى ذلك، أعلنت ألمانيا عزمها العمل مع الأطراف السودانية لتسهيل عملية السلام في البلاد، وتحقيق تحول ديموقراطي، وذلك عقب اجتماع لفصائل تحالف متمردي «الجبهة الثورية السودانية» في برلين. ونظمت مؤسسة «بارغوف» ومركز البحوث التابع لوزارة الخارجية الألمانية ورشة عمل مع «الجبهة الثورية السودانية» تهدف لتقييم عملية الحوار الوطني واستكشاف وسائل دعمها. وأفاد بيان صدر في برلين بأن قادة «الجبهة الثورية» أكدوا التزامهم المشاركة في أي عملية سياسية تؤدي إلى تحقيق سلام عادل وتغيير ديموقراطي حقيقي في السودان، واتفقوا مع مسؤولين ألمان على البحث عن سبل لإنهاء القتال وإعداد مؤتمر دستوري وطني. وأوضح البيان بعد نهاية الورشة أن المؤسسة الألمانية «ملتزمة بالعمل مع «الجبهة الثورية» والأطراف السودانية الأخرى، فضلاً عن الشركاء الدوليين للمساعدة في قيام حوار وطني جاد. وشددت المؤسسة على دعم الجهود الرامية إلى «إيجاد آلية لوقف الحروب في السودان. كما أعربت وزارة الخارجية الألمانية عن استعدادها لدعم هذه الأهداف من خلال دعمها للمبادرة بارغوف- ومركز البحوث الديبلوماسية. وقال منظمو الورشة إن «الجبهة الثورية» شددت على أن أي انتخابات ذات مصداقية لا يمكن أن تتم إلا بعد الحوار الوطني والعملية الدستورية». وسيجتمع وفود الحكومة والحركات المسلحة في تحالف «الجبهة الثورية « في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا في 12 و 15 الجاري لمناقشة وقف الأعمال العدائية في جنوب كردفان والنيل الأزرق و دارفور.