حذرت وزارة الصحة أمس، في الوقت الذي شكلت فريقاً خاصاً لمواجهة فايروسي «إيبولا» و«كورونا» في المشاعر المقدسة، من استخدام الجمال كهدي في الحج، واللجوء إلى البدائل الأخرى بعد ثبوت أن الحالات المسجلة الآن بالمملكة تتعلق بمخالطة الجمال، مؤكدة التنسيق في هذا الشأن مع وزارتي الزراعة والشؤون البلدية ممثلة في أمانة جدة، وأمانة العاصمة المقدسة. وكشف مصدر مطلع في وزارة الصحة ل «الحياة» أنه تم تجهيز الفريق في شكل علمي لمواجهة تلك الحالات في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى السيطرة على الفايروس في المشاعر. وأوضح أن تشكيل الفريق جاء ضمن الخطة التي وضعتها وزارة الصحة لموسم الحج الحالي لمواجهة فايروسي «كورونا» و«إيبولا» اللذين حذرت منهما المنظمات الطبية العالمية. وأعلن مستشار وزير الصحة ورئيس المجلس الطبي الاستشاري الدكتور طارق مدني أن وزارة الصحة لم تسجل أية حالة لفايروس «كورونا» أو فايروس «إيبولا»، أو أي أمراض معدية، أو وبائية في مناطق الحج المختلفة. وقال في بيان صحافي أمس، إن الوضع الصحي للحجاج مطمئن حتى الآن، مشيراً إلى أن الوزارة لن تتردد عن الإعلان عن أية حالات ل «كورونا» وسط الحجاج عملاً بالشفافية التي تتبعها في عملها. وأكد انحسار فايروس «كورونا»، وأن الحالات باتت محدودة مقارنة بظهورها بالأعداد الكبيرة في شهري (مارس وإبريل) الماضيين وذلك بفضل الخطوات التي اتبعتها وزارة الصحة لمكافحة العدوى في المستشفيات، وتوعية الناس بدور الجمال في نقل الفايروس. وأوضح الدكتور مدني أن الوزارة لم تكتشف حتى الآن أية حالات ل «كورونا» أو «إيبولا»، وسط الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج هذا العام، لافتاً إلى أن الوزارة اتخذت إجراءات مشددة لمكافحة فايروس «كورونا» ومنع ظهور أي وباء، مما ساعد على انحسارها واختفائها. وأضاف أن الوزارة اتخذت إجراءات عدة لمنع انتقال الفايروس، منها التشديد في إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية ما أدى إلى اختفاء المرض بداخلها، إضافة إلى جانب التركيز على توعية الناس بدور الجمال في نقل العدوى. وبيّن أن الوزارة اهتمت بمكافحة المرض داخل المنشآت واستخدمت أشد الإجراءات منها لبس كمامات خاصة ووضع المرضى في غرف خاصة للعزل، وتدريب العاملين بالمنشآت الصحية على كيفية التعامل مع الحالات المشتبهة، إضافة إلى توفير فلاتر لتنقية الأجواء في أقسام الطوارئ وغرف العزل وتوعية الناس حول المرض. وفي الجانب العلاجي، أشار الدكتور مدني إلى أن الوزارة قامت بتخصيص ثلاثة مراكز علاجية بكل من جدة والرياض والدمام، وتزويدها بالكوادر المؤهلة والأجهزة الحديثة مثل جهاز الرئة الاصطناعية الذي يستخدم للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج. وأشار إلى أن الوزارة اهتمت بزيادة أسرّة العناية المركزة لمواجهة أية حالات مشتبهة بأمراض معدية أو وبائية في كافة مناطق المملكة عموماً والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج، إذ تم افتتاح وحدة جديدة للعناية المركزة بمستشفى النور التخصصي ومستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة، ومستشفى شرق عرفات. وتؤكد نجاح مركز القيادة في إحباط الأمراض المعدية كشف مستشار وزير الصحة ورئيس المجلس الطبي الاستشاري الدكتور طارق مدني، أن الوزارة تمكنت من مكافحة فايروسي «كورونا» و«إيبولا» من طريق مركز القيادة والتحكم الذي يضم أطباء وعلماء وباحثين، وخبراء الرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ، مشيراً إلى أنه يضطلع بمراقبة الوضع الصحي في المملكة والترصد لأي طارئ يشكل خطراً على الصحة مثل حدوث وباء جرثومي أو زلزال. ولفت إلى أن المركز أعد ترتيبات لمرض «إيبولا» قبل وقوعه، إذ تم إنشاء مراكز متخصصة ووفر كواشف متطورة للتعامل مع العينات، كما وضعت الوزارة بروتوكولات خاصة للتعامل مع الحالات المشتبهة، إضافة إلى تكثيف برامج الترصد الوبائي في منافذ دخول المملكة المختلفة، وتم عمل كرت للمسافر القادم من الدول الموبوءة بمرض «إيبولا» (سيراليون – غينيا – ليبيريا)، عبر أخد عينة من القادم الذي تظهر عليه أعراض المرض وفحصها للتأكد من حالته المرضية، فيما تتم متابعة القادمين الذين لم تظهر عليهم أعراض لحظة دخولهم المملكة وذلك خلال مدة تصل (20) يوماً. وأضاف: «من الإنجازات المهمة أنه جرى تطوير المركز الذي يعمل تحت الإشراف المباشر من وزير الصحة بالتعاون مع خبراء عالميين ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية، ويتضمن المركز 11 منصة، تختص كل واحدة منها بالتعامل مع موضوع محدد، وتعمل جميعها تحت إشراف وتنسيق منصة برج المراقبة والتي تشكل العصب المركزي لعمل مركز القيادة والتحكم».