عبدالله البرقاوي- سبق- بعثة المشاعر المقدسة: أعلن مستشار وزير الصحة ورئيس المجلس الطبي الاستشاري، الدكتور طارق مدني، أن وزارة الصحة لم تسجل، ولله الحمد، أي حالة لفيروس "كورونا"، أو فيروس "إيبولا"، أو أي أمراض معدية أو وبائية في مناطق الحج المختلفة، وأن الوضع الصحي للحجاج مطمئن حتى الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الوزارة لن تتردد عن الإعلان عن أي حالات للكورونا وسط الحجاج عملاً بالشفافية التي تتبعها في عملها. ونصح الدكتور مدني بعدم استخدام الجمال كهدي في الحج، واللجوء إلى البدائل الأخرى بعد ثبوت أن الحالات المسجلة حالياً بالمملكة تتعلق بمخالطة الجمال، مؤكداً التنسيق في هذا الشأن مع وزارتي الزراعة والشؤون البلدية ممثلة في أمانة جدة وأمانة العاصمة المقدسة.
وأكد مستشار وزير الصحة انحسار فيروس "كورونا"، وأن الحالات باتت محدودة مقارنة بظهورها بالأعداد الكبيرة في شهري مارس وإبريل الماضيين، وذلك بفضل الله ثم الخطوات التي اتبعتها وزارة الصحة لمكافحة العدوى في المستشفيات وتوعية الناس بدور الجمال في نقل الفيروس.
وأوضح الدكتور مدني أن الوزارة لم تكتشف حتى الوقت الحالي أي حالات للكورونا أو الإيبولا وسط الحجاج القادمين لأداء فريضة الحج هذا العام، لافتاً إلى أن الوزارة اتخذت إجراءات مشددة لمكافحة فيروس كورونا ومنع ظهور أي وباء، مما ساعد على انحسارها واختفائها.
وأضاف الدكتور مدني أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات لمنع انتقال الفيروس منها التشديد في إجراءات مكافحة العدوى في المنشآت الصحية مما أدى إلى اختفاء المرض بداخلها، إلى جانب التركيز على توعية الناس بدور الجمال في نقل العدوى، وذلك بعد أن صرح الوزير بأن الجمال لها دور في العدوى ل3 % من الحالات، وأنها السبب في 97 % من المصابين بالعدوى.
وبين أن الوزارة اهتمت بمكافحة المرض داخل المنشآت، واستخدمت أشد الإجراءات منها :لبس كمامات خاصة، ووضع المرضى في غرف خاصة للعزل، وتدريب العاملين بالمنشآت الصحية على كيفية التعامل مع الحالات المشتبهة، إضافة إلى توفير فلاتر لتنقية الأجواء في أقسام الطوارئ وغرف العزل وتوعية الناس حول المرض.
وفي الجانب العلاجي أشار الدكتور مدني إلى أن الوزارة قامت بتخصيص 3 مراكز علاجية بكل من جدة والرياض والدمام وتزويدها بالكوادر المؤهلة والأجهزة الحديثة مثل جهاز الرئة الصناعية الذي يستخدم للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج.
وأشار إلى أن الوزارة اهتمت بزيادة أسرة العناية المركزة لمواجهة أي حالات مشتبهة بأمراض معدية أو وبائية في كل مناطق المملكة عموماً والمشاعر المقدسة خلال موسم الحج حيث تم افتتاح وحدة جديدة للعناية المركزة بمستشفى النور التخصصي ومستشفى الملك فيصل بمكة المكرمة، ومستشفى شرق عرفات، كما عكفت الوزارة على توفير الكوادر المؤهلة لتشغيل أسرة العناية المركزة في مناطق الحج، وبذلت جهوداً كبيرة في مجال توعية المواطنين والمقيمين والحجاج من خلال مواد توعوية مرئية ومسموعة أعدت لتكون مبسطة وواضحة.
ولفت إلى أن الوزارة ابتكرت خلال موسم حج هذا العام تطبيقاً للهواتف الذكية التي تعمل بنظام الأندرويد لمساعدة الحجاج على التعرف على مواقع المنشآت الصحية والحصول على مواد توعوية كتجربة رائدة للوزارة.
وبين أن البرنامج حالياً تحت التطبيق على نظام الآيفون. كما أدخلت المختبر المتنقل الذي يعد نقلة نوعية في مجال التحاليل الطبية لما يتمتع به من سرعة ودقة في الفحوصات مما يساعد في سرعة التشخيص في موسم الحج، مبيناً أن هذا المختبر يعد من المختبرات ذات الأمان من الدرجة الثالثة وهو لا يتوفر إلا في جامعة الملك عبدالعزيز.
وقال الدكتور مدني: "من الإنجازات التي تحققت أن الوزارة كافحت فيروسي كورونا وإيبولا عن طريق مركز القيادة والتحكم الذي يضم أطباء وعلماء وباحثين وخبراء الرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ، ويضطلع بمراقبة الوضع الصحي في المملكة، والترصد لأي طارئ يشكل خطراً على الصحة مثل حدوث وباء جرثومي أو زلزال –لا سمح الله– حيث يقوم المركز بالترصد للكوارث وتوقعها والاستعداد لها قبل وقوعها".
وأضاف: "فمثلاً وعلى الرغم من أن المملكة لم تسجل ولله الحمد أي حالة بمرض إيبولا إلا أن المركز أعد ترتيبات للمرض قبل وقوعه حيث تم إنشاء مراكز متخصصة ووفر كواشف متطورة للتعامل مع العينات كما وضعت الوزارة بروتوكولات خاصة للتعامل مع الحالات المشتبهة، إضافة إلى ذلك، فقد كثفت الوزارة برامج الترصد الوبائي في منافذ دخول المملكة المختلفة حيث تم عمل كرت للمسافر القادم من الدول الموبوءة بمرض إيبولا (سيراليون – غينيا – ليبيريا)، حيث يتم أخذ عينة من القادم الذي تظهر عليه أعراض المرض وفحصها للتأكد من حالته المرضية، فيما تتم متابعة القادمين الذين لم تظهر عليهم أعراض لحظة دخولهم المملكة وذلك خلال مدة تصل (20) يوماً".
وأضاف: "من الإنجازات المهمة أيضاً أنه جرى تطوير المركز الذي يعمل تحت الإشراف المباشر من معالي وزير الصحة، بالتعاون مع خبراء عالميين ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية. ومعالي وزير الصحة يرأس بنفسه هذا المركز والذي يتضمن 11 منصة، تختص كل واحدة منها بالتعامل مع موضوع محدد، وتعمل جميعها تحت إشراف وتنسيق منصة برج المراقبة والتي تشكل العصب المركزي لعمل مركز القيادة والتحكم، حيث يعمل المركز على التنسيق بين الإدارات المختلفة في الوزارة لتفعيل دورها كل في مجال تخصصه للحفاظ على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين في المملكة وحمايتهم من الأمراض".
وحول سبب إرسال عينات إيبولا التي اتخذت من الشخص المتوفى إثر أعراض مشابهة للمرض بعد أيام من قدومه من سيراليون، أوضح المستشار الطبي لوزير الصحة المكلف ورئيس المجلس الطبي الاستشاري للوزارة أن مرض إيبولا له وضع خاص حيث تنصح منظمة الصحة العالمية بزرع الفيروس في مختبرات خاصة تحمل درجة الأمان الرابعة، وهي غير متوفرة في المملكة، حيث لا توجد هذه المختبرات إلا في أمريكا وألمانيا؛ مما جعل المملكة تتعامل معها للتأكد من سلبية أو إيجابية الحالة مع اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية".