يعشق النصر إلى حد الخلاف مع والده، الأخير كان يرى أن الهلال هو النادي الأنسب لرعاية موهبة ابنه، والابن لا يتخيل مستقبله إلا مع من يهواه القلب، وهو الفريق «الأصفر، عبدالله العنزي (22 عاماً)، بدا وكأنه اختار الطريق الأكثر ملائمة له، إذ يعد اليوم حامي عرين النصر الأول، ويجد القبول من الجماهير قبل المحللين والنقاد. ربما لم يتخيل العنزي أن عشقه ل«العالمي» سيقوده ليصبح أحد أهم ركائز الفريق «الأصفر» الحالي، كونه تألق لدرجة البروز، وحجز المقعد الأساسي على خريطة الفريق الأول منذ أكثر من ثلاثة مواسم، بعد أن تجاوز ب«نجاح» أول اختبار حقيقي له مع الفريق، وقاد فريقه للفوز في أول «دربي»، يشارك فيه أمام فريق الهلال بهدفين في مقابل هدف، عندما شارك أساسياً في المباراة، بديلاً عن الحارس خالد راضي الذي كان موقوفاً، لحصوله على بطاقة حمراء حينها، ليثبت العنزي لجماهير «الشمس» أن الحارس الجديد من فئة الحراس «الذهبيين» للنصر، وأنه على قدر ثقتها لحماية العرين النصراوي من تصويبات الخصوم لأعوام مقبلة، ليعيد أمجاد جيل حراس سيخلّدون في تاريخ نادي النصر، أمثال مبروك التركي وسالم مروان وشاكر العليان. وقد نجحت إدارة النصر في استقطاب الحارس عبدالله العنزي من نادي عرعر عام 2005م في مقابل نصف مليون ريال، وذلك لتدعيم حراسة الفريق بحارس موهوب ينتظره مستقبل كبير، وليشكل إضافة فنية قوية لحراسة الفريق التي كان يوجد فيها آنذاك خالد راضي وكميل الوباري وحسين ربيع. وشق العنزي وعاشق النادي «الكاتالوني» برشلونة طريقه في ملاعب كرة القدم في وقت قصير، إذ بدأ حياته الرياضية من مدينة عرعر، عبر ناديه السابق عرعر الذي سجّل رسمياً في كشوفاته منذ سنّ باكر، ولعب معه في درجة الناشئين، وليتم اختياره لتمثيل منتخب الناشئين، ليخطف الأنظار، حتى جاء اتصال هاتفي من نائب رئيس النصر آنذاك الأمير الوليد بن بدر على المدرب الوطني في عرعر محمد محارب الرويلي (مكتشف موهبته الكروية) الذي تجاوب سريعاً، وتواصل مع والده، وسهّل إجراءات انتقاله من عرعر إلى النصر بكل سلاسة، على رغم كثرة العروض التي انهالت عليه من أندية الأهلي والهلال والاتحاد والتعاون، وتم التوقيع معه رسمياً، وبرز العنزي بعد انتقاله إلى الفريق «الأصفر» في فئتي الناشئين والشباب بالنصر، ونجح في تحقيق كأس الأمير فيصل بن فهد أمام فريق الهلال 2007م، ونال بطولتي كأس الاتحاد السعودي لدرجة الشباب لموسمين متتاليين 2008 و2009م أمام الأهلي، ليواصل تألقه ونجاحه مجدداً، ويتنقل في أقل من سبعة أشهر فقط في جميع درجات النادي (ناشئين، شباب، أولمبي)، حتى وصل الفريق الأول، وشارك معه في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد في 2008م، كما اختير لمنتخب الشباب حينها، ولعب لقاءً ودياً أمام المنتخب الأرجنتيني، وتألق وخطف الأنظار خلال اللقاء، قبل أن يقود فريقه للفوز في أول ديربي يشارك فيه أمام فريق الهلال بهدفين في مقابل هدف في عام 2009م، ونال فرصته الكاملة مع مدرب الحراس السابق بالنصر الجزائري خودير عزيز الذي فجّر موهبته، وجعله الحارس الأول في الفريق، ما جعل الجماهير النصراوية تتغنى به كثيراً، وتلقبه ببعض الألقاب ك«بوفون السعودية» و«صمام الأمان»، وما يميز العنزي بحسب المحللين الفنيين، تركيزه العالي، وسرعة بديهته، وحضوره الذهني، وسرعة ردة فعله، ما جعل البعض يعده بمثابة المدافع الخامس، إلا أن البعض يرى أنه يعاب عليه التردد وسوء التوقيت في الخروج للكرات العرضية، وعلى رغم بروزه وتألقه، إلا أنه لم يتم ضمه إلى تشكيلة المنتخب الأول، ما آثار لديه تساؤلات عدة.