اقترب مشوار محمد الخوجلي حارس مرمى الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر من نهايته، وذلك حينما رفض قبول العرض المقدم من إدارة ناديه للتجديد معه لمدة عام مقابل 300 ﺃلف ريال؛ ما عجل بوضعه على قائمة الانتقال وفق اللوائح والأنظمة. وﺃنهى الخوجلي بذلك تاريخه الطويل مع الأصفر البراق، الذي استمر 15 عاما كاملة، وتخللته ﺃحداث ومواقف كادت تنهي مشواره في وقت مبكر. بدﺃ محمد الخوجلي مشواره مع نادي النصر عام 1414 ه، عندما نقل الأمير عبدالرحمن بن سعود رئيس نادي النصر الراحل خدمات الحارس الناشئ من نادي الشباب (الليث الأبيض). وكان الخوجلي يبلغ آنذاك 22 عاما فقط، ولم يشارك مع الفريق في المباريات لموسمين متتاليين، حيث كان بديلا لمضحي الدوسري، الذي كان حارسا ﺃساسيا آنذاك. وبدﺃت مشاركاته الأولى مع الفريق بدءا من موسم 1416 بصورة متفاوتة، وظهر بمستوى متواضع لم يشفع له بالاستمرار ﺃساسيا في الفريق. وفي الموسم الذي تلاه، وتحديدا موسم 1417 ه، كان الروماني بلاتشي مدرب الفريق غير مقتنع بإمكاناته، وكان يستبعده عن التشكيلة بشكل دائم. وفي موسم 1418 هانتقل بلاتشي لتدريﺐ نادي الهلال. ووضع نصف نهائي كأس الاتحاد في ذلك الموسم النصر في مواجهة الهلال، وكانت الإصابة لحقت بمضحي الدوسري وﺃبعدته عن صفوف النصر، فقرر البلغاري بينيف مدرب الفريق الزج بالخوجلي في اللقاء، الذي استطاع ﺃن يرد بقوة على بلاتشي، وتمكن من نقل فريقه النصر إلى الدور النهائي بتصديه لركلتي ترجيح في المباراة. وفور تصديه للركلة الأخيرة، اتجه الخوجلي إلى بلاتشي مباشرة وعبّر عن فرحته ﺃمامه بشكل جنوني. وعند سؤاله عن ذلك ﺃوضح الخوجلي ﺃن بلاتشي كان يحاربه وكاد يقتل موهبته، وﺃكد ﺃنه سعيد جدا برده عليه في هذا اللقاء. وواصل النصر مشواره ليحقق لقﺐ المسابقة بفوزه على الاتحاد بهدفين لهدف، في ﺃول إنجاز يحرزه الخوجلي مع النصر. بعد ذلك ﺃصبح الخوجلي الحارس الأول في المرمى النصراوي الأصفر، وﺃسهم في حصول الفريق على كأس السوبر الآسيوية عام، 1998 التي ﺃهﱠلت الفريق للمشاركة في كأس العالم للأندية عام، 2000 وحاز شرف ﺃن يكون الحارس الأساسي لأول فريق يمثل القارة الآسيوية في النسخة الأولى من هذه البطولة الكبيرة. واصل الخوجلي تألقه مع النصر بصورة ملحوظة، وهذا الأمر ﺃسهم في ﺃن يستدعيه اليوغوسلافي سانتراتش مدرب المنتخﺐ السعودي الأول إلى صفوف الأخضر للمرة الأولى في حياته عام 2001؛ للمشاركة في تصفيات كأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان. وشارك الخوجلي حارسا ﺃساسيا في التصفيات لإصابة محمد الدعيع، وشارك في جميع المباريات باستثناء المباراة الأخيرة ضد تايلاند. وﺃسهم في تأهل المنتخﺐ السعودي لكأس العالم للمرة الثالثة على التوالي. ومن ﺃبرز ما قيل عن الخوجلي في هذه التصفيات هو ما صرح به عدنان حمد مدرب المنتخﺐ العراقي عندما ﺃكد: "لم نواجه المنتخﺐ السعودي في هذا اللقاء، لكننا واجهنا حارسا عنيدا، وقف سدا منيعا ﺃمام كل محاولاتنا"، وكان الأخضر كسﺐ اللقاء 0/1. في موسم 1425 هظهرت ﺃنباء قوية عن نية الإدارة النصراوية تسريح الخوجلي والاستفادة من العرض الذي قدمته إدارة نادي الاتحاد بخمسة ملايين ريال. وﺃثارت هذه الأنباء حفيظة جماهير النادي التي اعترضت كثيرا على هذا الأمر، حيث كانت تعتبر الخوجلي في ذلك الوقت الركيزة الأولى في الفريق، لتنتهي الأمور بتجديد عقد الخوجلي ليبقى نصراويا حتى إشعار آخر. في الموسم الماضي، قررت إدارة نادي النصر إعارة الخوجلي إلى فريق سدوس (درجة ﺃولى)، بعدما ظهر في ﺃكثر من وسيلة إعلامية يحتج ويبدي تذمره من عدم تسليمه باقي مستحقاته البالغة 500 ﺃلف ريال، التي ﺃكدت الإدارة النصراوية ﺃنه لا يوجد في العقد ما يمنحه هذا المبلغ. وﺃشارت المصادر إلى ﺃن ما طالﺐ به الخوجلي كان مجرد وعود شخصية، دون تدوين شيء في العقد من طرف الإدارة النصراوية. وعاد الخوجلي هذا الموسم للمشاركة مع الفريق، ولعﺐ سبع جولات في دوري المحترفين، ومعها اقترب عقده من النهاية عندما قدمت له إدارة النادي عرضا بقيمة 300 ﺃلف ريال لمدة عام، لكنه رفض وطلﺐ مليون ريال. ولم تقبل الإدارة وقررت وضعه على قائمة الانتقال؛ لأن العرض هو الأنسﺐ للخوجلي حاليا، حسبما تراه، لينهي الخوجلي بذلك قصة مشواره الطويل مع القميص الأصفر، ما لم تطرﺃ مستجدات ﺃخرى في القريﺐ العاجل.