ربما نسميها صدفة خير من ميعاد بعد مد وجزر وتردد من إدارة الهلال التي حسمت الأمر وأوكلت المهمة علنا لمدرب الفريق الأولمبي بونان وفي الباطن، مثلما يتردد أن سامي الجابر هو المدرب، بل إن بونان يعترف بدور سامي له في كل شؤونه الفنية، وفي النهاية ليس هذا مربط الكلام والنقد، فالأهم إبداع خماسي الهلال الوسطي(دون أجانب وبعد ذهاب دول وفي ظرف ثلاث مباريات بات هذا الخماسي هو عصب نجاح الهلال ومتعته). خماسي الوسط الهلالي شبهته ببرشلونة في تركيبته وحيويته في أكثر من برنامج وقبل ذلك عبر تويتر بعد مباراة الأهلي، ومباراة عن أخرى ازداد قناعة بأنه يعمل على نفس النهج مع فارق الإمكانات، ومن يمعن النظر ويحلل يجد توافقا غريبا في الشكل العام، مع أملنا أن يزداد ألق هذا الخماسي الذي صار حديث الجميع. وفي وقت سابق وتحديدا مع بدء المدرب الشهير رايكارد مهمته مدربا لمنتخبنا الوطني، قلت إنه سيفاجأ بفكر لاعبينا الاحترافي وسيعاني طويلا في تطبيق منهجه، وخصوصا أنه رفض في ذلك الوقت إجراء مباريات ودية، ومع مرور الوقت أيقن رايكادر بهذه المعضلة في طريق عمله، ولكنه أصر على الاستقرار كي يبلور أسلوبه جيدا. وفي منعطف آخر حرص على اختيار العناصر من خلال مستوى اللاعبين في الدوري دون تغيير كبير، وهذا مطلب أساسي في عوامل النجاح، لكن القلق يكبر في قلوب محبي الأخضر لأسباب عديدة، والآن يريد أن يصحح مايمكن تطويره. وبما أنه مقبل على خوض مباراة حاسمة تعني الاستمرار في الطريق الوعر إلى مونديال 2014 بالبرازيل أو التوقف وتغيير استراتيجية العمل، فإن هذا الوسط الخماسي حل جزءا كبيرا من مطالبه في التمركز وتبادل الأدوار والتمويه والتوغل والتسديد، ولذا ربما أن من السهل عليه تطوير عمل أربعة منهم ودعمهم بمحور يجيد غلق المنافذ وقيادة دفة اللعب من الخلف، وهو أكثر دراية مني بهذا العمل الذي يعشقه ويصر عليه في تدريباته. والأكيد أنه سيختار مهاجمًا قناصًا يساعد خماسي الوسط، ودفاعا قويا في المراقبة وبناء الهجمات. ومن خلال المعسكر لمدة أسبوعين والمباراتين الوديتين سيصل إلى نسبة كبيرة من تطبيق منهجه قبل مواجهة أستراليا المرصعة بالمحترفين، وبتوفيق الله ثم إخلاص اللاعبين واندماجهم يتحقق تجاوز مرحلة عصيبة. أما على صعيد الهلال، فربما أن المدرب الجديد هاسيك يكون مختلفا في منهجه وبالتالي يعيد الفريق إلى دوامة الحيرة، ويضرب المنهج الذي تغير سريعا بإعتاق اللاعبين من طريقة غير مربحة تكتيكيا، وخصوصا على صعيد التنظيم الدفاعي، والواضح أن هونان وسامي منسجمان، والأكيد أن هناك تركيز في اختيار العناصر، مهما كانت الظروف معاكسة، ساهمت في هذا الجمال الأزرق. ومكمن الخطر إذا كان المدرب الجديد غير مقتنع بالطريقة أو ببعض اللاعبين، أو يريد التغيير لإثبات ذاته، وخصوصا مع عودة الثلاثي وفليلهمسون، وهرماش، والعربي. وربما يكون واقعيا وينجح في تقوية العمل الدفاعي، ويعمل على تضييق المساحات أمام المهاجمين، وبالتالي يقود الفريق إلى الأفضل والأجود باستثمار عناصر القوة.