أصر مفتي مصر الجديد شوقي عبدالكريم في أول ظهور إعلامي له على النأي بنفسه عن التسيس، إذ رفض في شدة دخول رجال الدين على خط الصراعات الحزبية، كما تعهد التصدي ل «فوضى الفتاوى»، وسعى إلى طمأنة الأقباط الذين وصفهم ب «شركاء الوطن»، مؤكداً أن التعاون معهم «فريضة». وأكد عبدالكريم خلال مؤتمر صحافي على هامش تسلمه دار الإفتاء من سلفه علي جمعة أنه لن يدخل معترك السياسة، وأنه يرفض «تسييس الفتاوى». وأعلن أنه سيترك الفتاوى الحساسة لهيئة كبار العلماء التابعة للأزهر الشريف، كما أنه يرفض تصنيف نفسه على فريق أو تيار ديني أو سياسي. وقال: «دائماً ينتظر الناس في مثل تلك المحافل، خصوصاً الإعلاميين منهم، حديث عالم الدين في الشأن السياسي، وأنا أدرك كما تدركون جميعاً أن هذه منطقة شائكة وأدرك أن وسائل الإعلام على اختلافها تحتاج إلى إزالة لبس سببه توالي الأحداث وكثرتها واختلاف التوصيف بل وفي بعض الأوقات اختلاطه». وأشار إلى أن «السياسة عندنا نحن علماء الأزهر لها معنيان الأول أن تكون بمعنى رعاية مصالح الأمة وشؤونها العليا عن طريق وضع الأطر والضوابط الشرعية لها وهي بذلك محل عمل عالم الدين بلا منازع في ذلك، والثاني أن تكون بمعنى التنافس الحزبي والذي يتحول في بعض صوره إلى صراع تداس فيه القيم العليا في سبيل المصالح الحزبية وهي بذلك محل عمل الحزبيين ولا وجود لعالم الدين في هذا الشأن على الإطلاق». وأضاف أن «عالم الدين والمفتي خصوصاً كالقاضي فهو ملك للجميع لا يمكن أبداً ولا ينبغي أن يتم حسابه على فصيل دون غيره، ولذا أؤكد أنني لن أدخل ولن أسمح لأحد أن يجرني إلى المعترك السياسي الحزبي لكنني سأشارك علماء الأمة في الأزهر بالعمل الدؤوب على رعاية مصالح الأمة». وتابع: «تم تكليفي بهذا المنصب خدمة لهذا الوطن، ولذا فإن العمل من أجل هذا الوطن فرض عين على كل مصري لأن الوطن يحتاج لنا جميعاً، وأخص المسيحيين لأنهم شركاء الوطن والتعاون معهم من أجل رفعة هذا الوطن فريضة وطنية». وتعهد أن يكون همه الأكبر «التصدي لفوضى الفتاوى وتفنيد الفتاوى غير المنضبطة التي تساهم في بلبلة المجتمع وتقويض أركان الاستقرار فيه». ووعد ب «العمل الدؤوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجاً». وأشار إلى أنه سيعمل على «وحدة المؤسسة الدينية في مصر وانصهارها ككيان واحد داخل الكيان الأكبر وهو الأزهر الذي يعد ملاذاً للمصريين سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، بل انه نقطة الالتقاء الوحيدة حين تظهر بوادر الفرقة والتشرذم».