أعلنت وزارة الداخلية التونسية اعتقال «مجموعة ارهابية» في محافظة مدنين جنوب شرقي البلاد، فيما أعلنت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب وفاة شاب تونسي في أحد مراكز التوقيف في العاصمة التونسية نتيجة «للعنف الشديد» الذي تعرض له اثناء اعتقاله. وذكرت وزارة الداخلية في بيان مساء أول من أمس، أن «إدارة الاستعلام والأبحاث التابعة للحرس الوطني كشفت عن مجموعة إرهابية مكونة من 6 عناصر اعتُقلوا في محافظة مدنين»، مضيفةً أن المجموعة «تهدف إلى القيام بأعمال ارهابية داخل تونس واستهداف أمنيين ومقرات أمنية». وتنتمي هذه المجموعة المسلحة الى تنظيم «انصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور. وحجزت الوحدات الأمنية بندقية كلاشنيكوف ومسدساً وكميات من الذخيرة. ووفق الداخلية، فإن عناصر الخلية ترتبط بخلية «إرهابية» أخرى كُشف عنها أخيراً في محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد، وتتخصص بالدعم اللوجستي والمادي للمسلحين الذين يتحصنون في جبل الشعانبي والجبال القريبة من الحدود التونسية الجزائرية غرب البلاد.وأتت هذه العملية غداة تصريحات أدلى بها وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو أكد خلالها أن قوات الأمن «تمكنت من التصدي لمخططات ارهابية كانت ستستهدف البلاد خلال عطلة عيد الأضحى عبر تفكيكها خلايا ارهابية تضم عناصر مطلوبة لدى السلطات». كما أوصت وزارة الداخلية بإلغاء الإجازات بمناسبة عيد الأضحى لأغلب القيادات الأمنية، تحسباً لأي عمليات مسلحة قد تشنها مجموعات مسلحة. في غضون ذلك، قالت المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب أنها علمت بوفاة شاب تونسي من الضاحية الغربية للعاصمة التونسية بعد «الاعتداء عليه اثناء اعتقاله وتوقيفه بالضرب الشديد في مختلف أنحاء جسمه بطريقة وحشية». ورفضت إدارة السجن المدني في العاصمة قبول الشاب السجين نظراً للتدهور الشديد لحالته الصحية وظهور آثار الضرب والتعذيب على اجزاء من جسده، وفق ما ذكرت المنظمة. وتظاهر العشرات من أهالي مدينة «الملاسين» القريبة من العاصمة احتجاجاً على وفاة ابن مدينتهم منددين بالضرب والتعذيب الذي تعرض له اثناء اعتقاله. وأشار كاتب عام المنظمة منذر الشارني في تصريح إلى «الحياة» إلى أن «توقيف الضحية وهو بحالة صحية عادية، ثم انتهاء فترة الاحتفاظ بوفاته قرينة قوية على تعرضه للتعذيب الذي قد يكون أودى بحياته» محملاً الدولة مسؤوليتها الكاملة في كشف الحقيقة. وقال الشارني: «هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها وفاة موقوف في السجن أو في مركز الاعتقال مما يدل على أن هناك سوء معاملة، وتعذيباً للموقوفين من أجل انتزاع اعترافات»، مشدداً على أن عائلة الضحية أعلمت المنظمة بتعرض إبنهم للتعذيب قبل وفاته بأيام. ودعا بيان المنظمة كل المنظمات الحقوقية إلى «الوقوف صفاً واحداً ضد تيار الانتهاكات الذي شهد تصاعداً في المدة الأخيرة، بخاصة أن حالة الوفاة الحالية سبقتها حالة الشاب علي اللواتي الذي توفي في سجن برج العامري منذ عشرة أيام».