تناولت محادثات وزير الدفاع الفرنسي جان - إيف لودريان في واشنطن مع مستشارة الأمن القومي سوزان رايس ووزير الدفاع تشاك هاغل إمكانية مشاركة فرنسا في التدخل العسكري ضد «داعش» في سورية، في وقت أطلق وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا انتقادات لاذعة للرئيس باراك أوباما يلوم فيها الفوضى الحالية على سنوات التردّد وعدم الحسم من الرئيس الأميركي. وقال هاغل خلال مؤتمر صحافي مع لورديان ليل الخميس - الجمعة إن اجتماع الساعة ونصف الساعة «بحث في احتمالات مشاركة فرنسا (الضربات الجويّة للتحالف الدولي - العربي) في سورية». وأضاف أنه لأن خطر التنظيم» لا يتوقف عند حدود ودول، كان هذا أمراً ناقشناه». لكن الوزير الفرنسي لم يشأ تأكيد طرح هذا الموضوع خلال محادثاتهما. وحين سئل عن موقف باريس في حال طلبت منها واشنطن المشاركة في شنّ غارات ضد «داعش» في سورية، قال: «لا يمكنني أن أجيب عن أسئلة لم تطرح عليّ». وكان لودريان قال قبل أيام إن مسألة مشاركة فرنسا في سورية باتت «مطروحة» على طاولة البحث بعدما كانت باريس تستبعد هذه الفرضية في الأساس. ووفق مسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية فإن باريس «تأخذ وقتها» في حسم هذه المسألة. ورداً على سؤال حول قيود محتملة قد يكون الجيش الأميركي فرضها على الضربات الفرنسية في العراق، قال هاغل إن الولاياتالمتحدةوفرنسا «تنسّقان كل الضربات. كونوا واثقين من أن هدف هذه الضربات هو أن تكون فاعلة» و «إننا نعمل معاً ونتقاسم المعلومات». وقال لودريان: «لدينا تعاون معلوماتي في غاية السلاسة والشفافية. إننا نعتبر معاً أن محاربة داعش يجب أن تكون عملية بعيدة الأمد، وفرنسا ستضطلع بدورها فيها على الأمد البعيد». إلى ذلك، حذّر لودريان من «خطر ترابط كل هذه المجموعات الإرهابية التي تنشط في مجمل المنطقة الممتدة من نيجيريا إلى الشرق الأوسط» وشكر الولاياتالمتحدة على «دعمها» ضد الحركات الجهادية في الساحل مؤكداً «اتفقت (مع هاغل) على أن يتواصل هذا التعاون». وكانت أعباء الموازنة على طاولة المحادثات مع طلب واشنطن من فرنسا تسديد نفقات حربها في مالي وكون الجانب الأميركي منخرطاً في حرب جوية واسعة في العراق وسورية. وكان الرئيس أوباما أعطى قبل ذلك الضوء الأخضر لتقديم مساعدة عسكرية بقيمة عشرة ملايين دولار أميركي إلى فرنسا لدعم «عملياتها لمكافحة الإرهاب» في مالي وتشاد والنيجر. والتقى الوزير الفرنسي مستشارة أوباما في البيت الأبيض سوزان رايس أمس، التي وفق مصادر موثوقة، لديها الدور الأكبر اليوم في تنسيق الاستراتيجية الدولية ضد «داعش» والعمل مع الشركاء الإقليميين. جاء ذلك في وقت فتح وزير الدفاع السابق ليون بانيتا النار على إدارة أوباما، مشيراً إلى أن الرئيس «وجّه صفعة لصدقية الولاياتالمتحدة في سورية عندما رسم خطاً أحمر (استخدام السلاح الكيماوي) وجرى تخطّي هذا الخط من دون أن يتحرك». وقال بانيتا في مذكراته التي ستصدر الأسبوع المقبل إن الرئيس بشار «الأسد تحدّى أوباما وعندما لم يردّ وجّهنا الرسالة الخطأ إلى العالم». واعتبر أن أوباما يصغي إلى مستشاريه السياسيين في البيت الأبيض في شكل أكبر، من وزرائه بينهم الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون التي أرادت تسليح المعارضة السورية في 2.12. ورأى بانيتا أن سياسة «التردّد ونصف الخطوة لها عواقب وسيتم تبيانها مع الوقت».