قتل شخصان على الاقل وجرح 12 آخرون لدى اطلاق قوات الأمن الغينية النار على سكان في ظروف لا تزال غير محددة، في العاصمة كوناكري التي تشهد منذ ثلاثة ايام اعمال عنف بين عصابات عرقية متناحرة. وافاد شاهد بأن «قوات الأمن اطلقت الرصاص على اشخاص محددين لم يتظاهروا في حي ديكسين كولوما بضاحية كوناكري». واعتبر القتيل، وهو فتى في ال15 من العمر، الثالث المعلن منذ الاربعاء في العاصمة الغينية. لكن تعذر تحديد اذا كان مقتله مرتبطاً بتظاهرات نظمها معارضون الاربعاء والخميس للمطالبة باجراء انتخابات اشتراعية شفافة مقررة في 12 أيار (مايو) المقبل. جاء ذلك غداة دعوة الرئيس الغيني الفا كوندي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى الهدوء. وقال كوندي، في كلمة وجهها الى الشعب عبر التلفزيون أول من امس: «يجب أن تتجنب كل الأطراف الاستفزاز والثأر الشخصي، وتحرص على تطبيق القانون بنفسها. وزاد: «أطالب الزعماء الدينيين وقوات الأمن والمسؤولين المنتخبين والزعماء السياسيين بالدعوة إلى الهدوء». ويلتقي كوندي الإثنين أفزقاء سياسيين لبحث موضوع الانتخابات الاشتراعية التي طال تأجيلها منذ العام 2011، وتهدف إلى استكمال عملية انتقال إلى الحكم المدني، بعد انقلاب عسكري نفذ عام 2008. ويمكن أن تفتح هذه الانتخابات الطريق أمام حصول غينيا على مساعدات أوروبية مقدارها مئات الملايين من الدولارات، ولكن استعداداتها تعرقلت بسبب زعم المعارضة أن الحكومة تسعى إلى تزوير النتيجة سلفاً، ما أدى الى مأزق سياسي واندلاع احتجاجات متفرقة في الشوارع تحولت غالباً الى اعمال عنف. وفرّ سكان من كوناكري ذعراً، في وقت جابت عصابات من جماعات عرقية متناحرة الشوارع، ونهبت متاجر وشركات في مناطق كثيرة. والحياة السياسية في غينيا مرسومة أساساً وفقاً الى خطوط عرقية، إذ يؤيد ائتلاف المعارضة أفراد اكبر مجموعة عرقية في كوناكري تعرف باسم «بول»، في حين تؤيد جماعة «مالينكه» العرقية، التي ينتمي الرئيس كوندي اليها، الحكومةَ.