العاصمة اليابانية طوكيو تعاني من اجتياح لمجموعات كبيرة من الغربان، إذ تزايدت أعدادها بحوالى الثلث خلال السنوات الأخيرة، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ناووكي سانو المسؤول الياباني عن السيطرة على الغربان قوله إن «أعدادها تزايد منذ عام 2006، أي منذ اقتطاع الموازنة المخصصة لمحاولات الإمساك بها!» قرابة 5 ملايين دولار ل21 ألف غراب. وكأنها علمت بتخصيص موازنة! أطرف ما في الخبر قول المسؤول: «الغربان باتت تتمتع بخبرة أكبر، ما يُصعّب الإمساك بها. ولا تقترب الغربان الكبيرة والذكية من الأفخاخ التي تمسك فقط بالغربان الصغيرة والغبية والتي ليست في سن التناسل». حتى الغربان فيها غباء! كنت أظن أن الغباء صفة اختص بها بعض البشر، مثل ذاك الذي يوقف سيارته بالعرض ويعطلك ثم يقول «خلاص يا أخي قلنا لك معليش»! صحيح الغربان فيها إلحاح و «لكاعة»، لكن الغباء أمر جديد عليّ، وغربان اليابان المتزايدة تذكرنا بغربان جدة، يمكن لمن يحب مقارنة تكاليف الحد من أعدادها بين طوكيو والعروس، مع الأخذ بالاعتبار الفارق الثقافي التقني بين الغراب في طوكيو والغراب في جدة، الأول على الأقل يشاهد التقنيات الحديثة حال ابتكارها، وأموراً عُرف بها المجتمع الياباني، وكيف يعمل أفراده كل صباح، بعكس غرباننا التي لا ترى التقنية إلا متأخرة، بل ربما لا تعرف سوى التقليد الصيني والإندونيسي منها، مع أمور ومناظر لا تخفى على القارئ يتفحصها الغراب في جدة عند تحليقه المنخفض، ولا استبعد أن تظهر تقنية يابانية جديدة نستوردها لمكافحة الغربان حتى لو لم تنجح هناك، هي في النهاية تقنية حديثة! وقبل هذا الخبر عن الغربان الغبية كانت وكالات الأنباء بثت خبراً عن ياباني لم يجد امرأة «تصلح له» بعد بحث سنوات، فما كان منه إلا أن عكف سنوات أخرى في «مُخترعه» ليخرج بعدها باختراع، «المرأة الآلية»، الياباني لديه «مُخترع» مثل «المُلحق والاستراحة» للسعودي! عرض اختراعه مع مواصفات متطورة أمام وكالات الأنباء. والمميزات في المرأة الآلية متعددة، من منكم لا يرغب في شغالة آلية، صحيح أنه يمكن برمجتها من المصنع لتهرب قبل فترة الضمان من «الكفيل» لكنها في النهاية أقل إزعاجاً وطلبات وقضايا متشعبة أنتم خير من يعرفها. ولو كنت من وزارة العمل السعودية لاستثمرت هناك مع ذاك الياباني في كرسي نطلق عليه «كرسي الشغالات». وميزة اليابانيين أنهم يحلون مشكلاتهم بأنفسهم. تخيل لو أن الياباني لا يخترع ويبتكر ماذا سنفعل نحن يا ترى؟، وأصل هذه النتيجة جاءت من تعليق صديق ساخر طرحه ونحن نتحدث عن اهتمام العالم بالتصحر، في حين أننا لا نهتم به كما يجب، مع أن بلادنا صحراوية أصلاً، والعالم مقبل على جفاف، بمعنى أننا سنصبح صحراء الصحارى، قال الحبيب: «أنا مطمئن. الصين تشكو من التصحر ولا بد أن تجد حلاً»! www.asuwayed.com