نظم آلاف المصريين تظاهرات في القاهرة والمحافظات في جمعة «محاكمة النظام» التي شهدت مطالبات بعودة الجيش إلى السلطة، وانتقادات حادة لنظام الرئيس محمد مرسي وجماعة «الإخوان المسلمين» خصوصاً في محافظة بورسعيد التي تشهد عصياناً مدنياً توقفت فيه المؤسسات الحكومية عن العمل، وطالب آلاف المتظاهرين في المدينة بمثول مرسي أمام القضاء لمحاكمته. وفي القاهرة، توجهت مسيرتان من ميدان التحرير وحي «السيدة زينب» إلى دار القضاء العالي، وعقد المتظاهرون محاكمة رمزية للنظام، بعدما رددوا هتافات تطالب بعودة الجيش من جديد إلى السلطة. ومن الهتافات التي رُددت: «الشعب يريد الجيش من جديد» و «واحد اثنين الجيش المصري فين؟» و «حاكموهم حاكموهم تبقى خيانة لو سبتوهم» و «يسقط يسقط حكم المرشد» و «سامع أم شهيد بتنادي محمد مرسي قتل ولادي» و «يا إخوان يا مسلمين بعتوا الدولة وبعتوا الدين». ونظّم نشطاء مسيرة إلى منزل الناشط في حركة «6 أبريل» محمد جابر «جيكا» الذي قُتل في احتجاجات ذكرى أحداث محمد محمود في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، للمطالبة بالقصاص من قتلته. ونصب مئات المتظاهرين منصة في حي شبرا الشعبي، وقطعوا شارعاً رئيسياً، وأعلنوا اعتصاماً في المنطقة للمطالبة برحيل النظام، ووزعوا بيانات على المارة تحضهم على عدم دفع فواتير الكهرباء والمياه والتليفونات، في خطوة أولى لعصان مدني. وتظاهر المئات أمام قصر الاتحادية الرئاسي، ورفعوا لافتة كبيرة كُتب عليها: «استغاثة بالقوات المسلحة المصرية .. يا جيشنا أغثنا من الإخوان». وقطع المتظاهرون شارع الميرغني الرئيسي المواجه للقصر. وكتبوا شعارات على سور القصر من بينها: «الشعب والجيش إيد واحدة» و «لا لأخونة الشرطة». وتظاهر العشرات أمام مقر وزارة الدفاع في كوبري القبة، ورفعوا صوراً لوزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، قبل أن يتوجهوا في مسيرة إلى النصب التذكاري للجندي المجهول في مدينة نصر، ورردوا هتافات للمطالبة بعودة الجيش إلى السلطة والإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وتأتي هذه المطالبات التي برزت في تظاهرات أمس بعد إشاعات عن إقالة السيسي نفتها رئاسة الجمهورية، وعقب اجتماع بين مرسي ووزير الدفاع بدا أن هدفه وضع حد للحديث المتنامي عن توتر في العلاقة بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية. وانسحب نشطاء «التيار الشعبي» الذي أسسه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي من تظاهرة في الاسكندرية بعد رفع لافتات وترديد شعارات تطالب الجيش بالانقلاب على مرسي والعودة إلى الحكم. وتوجهت مسيرة إلى المنطقة الشمالية العسكرية للتنديد بإدارة المجلس العسكري السابق المرحلة الانتقالية. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس مرسي ويداه ملطختان بالدماء وحبل المشنقة ملفوف حول رقبته. وفي مدينة طنطا بمحافظة الغربية، حاصر مئات المتظاهرين مقراً لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، وهتفوا ضد مرسي ومرشد الجماعة الدكتور محمد بديع. كما رشق متظاهرون مجمع محاكم طنطا، وسط دعوات لبدء عصيان مدني مطلع الشهر المقبل. وفي بورسعيد خرجت تظاهرات حاشدة لتأييد العصان المدني المستمر في المدينة منذ أيام، وطالب المتظاهرون بمحاكمة مرسي ووزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وفي محافظة كفر الشيخ، قطع الأهالي طريقاً حيوياً للمطالبة برحيل المحافظ القيادي في جماعة الإخوان الدكتور سعد الحسيني، فيما حاصر آخرون مبنى مجلس مدينة دسوق. وفي السويس، تظاهر المئات للمطالبة ب «إسقاط النظام»، بعدما شهدت مساجد عدة مشاجرات أثناء خطبة الجمعة بسبب انتقاد خطباء المعارضة والدعوات إلى تنفيذ عصيان مدني ودفاعهم عن الرئيس محمد مرسي ونظامه. من جهة أخرى، ألغى نشطاء تظاهرات كانوا يعتزمون تنظيمها لسكان مناطق عشوائية في القاهرة، بعد اتصالات تلقوها من قيادات أمنية تطالبهم بإلغاء تلك الفعالية بسبب ورود معلومات عن تربص متطرفين بها لإحداث أعمال عنف. وقال بيان ل «التحالف المصري للأقليات» إنه «أثناء اجتماع القوى السياسية وأهالي مناطق عزبة النخل والمرج والخصوص مساء أول من أمس للتنسيق النهائي بشأن فاعلية «رغيف العيش» تلقوا اخطاراً من الأمن الوطني لطلب تأجيل الفاعلية أو إلغائها بناء على وجود تهديدات من بعض المتطرفين داخل المنطقة واحتمالات حدوث أعمال عنف». وقال البيان: «إن هذه المناطق لها طبيعة حرجة، حيث تنشط فيها تيارات متشددة، كما تضم كتلة سكانية من الأقباط ما يشكل طبيعة حرجة للغالية وخطورة شديدة تحول من دون الاستمرار فى اقامة الفاعلية قبل معالجة الأوضاع الأمنية الخطرة».