أفرجت السلطات اليمنية امس عن قياديين اثنين في «الحراك الجنوبي»، مستجيبة بذلك لمطالب الناشطين الجنوبيين الذين هددوا بالتصعيد، فيما عاد ثالث من المنفى الى عدن حيث التقى الرئيس عبد ربه منصور هادي. من جهة ثانية، أفرج قبليون يمنيون عن السويسرية سيلفاني إبراهارد التي كانوا يحتجزونها منذ نحو سنة، بعد «وساطة» قطرية قالت مصادر يمنية انها شملت دفع فدية نقدية، ووصلت المرأة فجر امس الى الدوحة حيث استقبلها رسميون قطريون وسويسريون. وأكدت مصادر مقربة من الرئيس اليمني ل «الحياة» أنه أمر أمس بإطلاق القياديين في «الحراك» قاسم عسكر وحسين بن شعيب، بعد اعتقال دام نحو أسبوع، كما أمر بمعالجة جرحى الأحداث وتعويض المتضررين جراء المواجهات التي جرت في عدن وحضرموت بالتزامن مع حلول الذكرى الأولى لانتخاب هادي رئيساً لليمن، بين دعاة الانفصال وقوات الأمن اليمنية وادت الى مقتل ثمانية اشخاص بينهم شرطي. ووصل أمس إلى عدن قادماً من منفاه في سلطنة عمان القيادي في «الحراك» ورجل الأعمال أحمد بن فريد الصريمة. وعلمت «الحياة» أن عودته تمت بناء لطلب من هادي، من أجل ان يوقع مع القيادي الآخر محمد علي أحمد، على لائحة بأسماء 85 شخصاً سيمثلون «الحراك الجنوبي» في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب في 18 آذار (مارس) الجاري، فيما تصر فصائل أخرى موالية لنائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، على مقاطعة الحوار والتمسك بمطلب الانفصال. وكان الصريمة غادر اليمن في 1994 في أعقاب الحرب بين نظام الرئيس علي عبدالله صالح والانفصاليين الجنوبيين. على صعيد منفصل، نجحت مساع قطرية، أول من أمس، في إطلاق سراح معلمة سويسرية محتجزة في اليمن منذ نحو عام لدى عناصر من تنظيم»القاعدة»، كانوا خطفوها من مدينة الحديدة في آذار (مارس) الماضي، ونقلوها إلى شبوة (جنوب شرق) في حين فشلت مساعي السطات اليمنية لإطلاقها، بعد معلومات كانت تسربت حينها، عن طلب «القاعدة» مبلغ 50 مليون دولار لقاء الإفراج عنها. ونقلت الرهينة سيلفاني ابراهاد (36 عاما) على متن طائرة قطرية خاصة إلى الدوحة بمجرد أن تسلمها الوسطاء من عناصر التنظيم. وعلمت»الحياة» أن ستة ضباط من المخابرات القطرية وصلوا أول من أمس إلى مطار صنعاء، كانوا يحملون ست حقائب ديبلوماسية يعتقد أنها كانت تحتوي على مبلغ الفدية الذي تم دفعه ل «القاعدة»، عبر وسيط قبلي يمني، تتحفظ «الحياة» عن ذكر اسمه، كانت السلطات القطرية أسندت إليه قبل أشهر عملية التفاوض. وفي الدوحة أعلنت قطر نجاح وساطتها في إطلاق ابراهارد التي أُحيط وصولها باهتمام رسمي، وكان في استقبالها مساعد وزير الخارجية للشؤون الخارجية علي بن فهد الهاجري والسفير السويسري مارتن أشباخير. وعبّر الهاجري عن ترحيب بلاده بوصول السويسرية الى قطر، وتمنى لها «اقامة طيبة حتى تعود الى عائلتها»، موجهاً شكره الى الفريق التفاوضي القطري الذي قال إنه «عمل خلال الاشهر الماضية بصمت وحكمة وصبر حتى وصلنا إلى هذه النتيجة الايجابية». كما نوّه بما قدمته الحكومة اليمنية ومساعدتها، وشدد على متانة العلاقات القطرية - السويسرية. من جهته قال السفير السويسري: «نحن سعداء جداً بإطلاق سراح ابراهارد»، وأشاد بدور الحكومة القطرية وقال: «نشكر كل من ساهم في اطلاق سراحها لا سيما القيادة القطرية التي نقدر لها هذه الجهود الحميدة».