بالتزامن مع اليوم العالمي لكبار السن الذي تتبناه الأممالمتحدة في غرة تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام ميلادي، انتقدت خبيرة تحدثت إلى «الحياة» تواضع الاهتمام الحكومي بالمسنين في السعودية، لاسيما مع غياب التأمين الصحي والأنظمة التي تكفل لهم حياة كريمة. وفيما غابت السعودية عن مؤشر «غلوبال إيج واتش» الذي يستقي معلوماته من تقارير الأممالمتحدة والبنك الدولي ويصنف مستوى الاهتمام بالمسنين في 96 دولة حول العالم، وصفت عضو الجمعية الوطنية للمتقاعدين الدكتورة فوزية أخضر، أوضاع المسنين ب«المزرية». مشيرة في حديث ل«الحياة» أن «مراكز الإيواء ضعيفة، وإمكاناتها محدودة، فضلاً عن غياب الرعاية الصحية الجيدة لكبار السن، خصوصاً أن الدولة لا توفر تأميناً صحياً لكبير السن»، كما أن كبير السن بما لا يستطيع أن يستفيد من الرعاية الصحية المجانية في المستشفيات الحكومية، لأنه لا يستطيع أن يذهب إلى المستشفى في بعض الأحول أو لا يملك مواصلات أو ليس له قريب أو ولد يساعده في الوصول إلى المستشفى، بحسب أخضر. في حين أن الجهات المسؤولة عن الصحة في الدول المتقدمة توفر الرعاية الصحية لكبار السن في منازلهم، وترسل إليهم من يتأكد من تناول الأولية والعلاج بالشكل الصحيح للحالات المرضية التي تحتاج إلى متابعة خاصة مثل مرضى السكر، طبقاً لأخضر. واعتبرت فوزية أخضر التي ترأس القسم النسائي من الجمعية الوطنية للمتقاعدين أن الأنظمة والتشريعات المعمول بها في الجهات الحكومية لا تضمن للمسن حياة كريمة، في حال كان ابنه عاقاً ومهملاً له، خصوصاً أن الإنسان معرض للتقصير وتراجع الإمكانات. إضافة إلى أن الجمعيات المهتمة بكبار السن والمتقاعدين قليلة ومحدودة الإمكانات. ورأت أن الوضع المثالي للمسن والمتقاعد «أن يوفر له تأميناً صحياً وخدمات المواصلات، أو توفر له الرعاية الصحية المنزلية، وأن تستمر علاوته السنوية خصوصاً أن الظروف المعيشية ترتفع». وفي حين تغيب الأرقام الدقيقة عن عدد المسنين والمتقاعدين في السعودية، أشارت أخضر إلى أن عدد المتقاعدين في السعودية يقدر بنحو 700 ألف متقاعد، وهو رقم تقريبي، لأن المؤسسة العام للتقاعد والمؤسسة العام للتأمينات الاجتماعية لا يتعاونون في تقديم الإحصاءات الدقيقة للجمعية الوطنية للمتقاعدين. ولم يحضر اسم السعودية بين الدول المصنفة في مؤشر غلوبال أي واتش، الذي يرصد مستوى الاهتمام بالمسنين في 96 دولة حول العالم يعيش فيها 91 في المئة من سكان الأرض، ويقدر الاهتمام بالمسنين بالنظر إلى أربعة جوانب وهي: «الدخل الآمن، والوضع الصحي، والمقدرة، والبيئة المساعدة». وفيما حلت النرويج في المركز الأول، تلتها السويد وسويسرا وكندا وألمانيا، وجاءت أفغانستان في ذيل القائمة، في حين جاءت المغرب في المرتبة ال83 والأردن في المرتبة ال90. وحذرت أرقام المؤشر العالمي من تجاهل ارتفاع عدد المسنين في العالم من صانعي السياسات في العديد من البلدان، وقالت أنه بحلول العام 2050 ينتظر أن يكون 21 بالمائة من سكان الأرض فوق سن ال60 عاماً. مشيرة إلى أن المال أو الناتج المحلي الإجمالي للفرد، ليس مقياساً لضمان شيخوخة مرفهة، لكن الأمر يتعلق بالسياسات العامة التي تلحظ مخصصات لكل فرد يبلغ الستين من العمر. وتعكس أرقام المؤشر أن معاش الفرد لا يعد الأهم بالنسبة لضمان شيخوخة كريمة إذ تتقدم دولة مثل هولندا على بريطانيا وأميركا في حين أن الدولتين الأخيرتين أغنى من الأولى. 52 في المئة من كبار السن يحصلون على رواتب لكنها «غير كافية» الرياض - «الحياة» نشرت الأممالمتحدة على موقعها في الإنترنت تقريراً قالت إنه صادر عن منظمة العمل الدولية ويظهر أن حوالى 52 في المئة من كبار السن يحصلون على رواتب تقاعدية، ولكن الكثير منها غير كاف، إذ تفاقمت الأزمة نتيجة سياسة الاندماج المالي. ويقول التقرير الجديد إن نحو نصف الناس الذين هم فوق سن المعاش في العالم لا يحصلون على رواتب تقاعدية، أي بنسبة 48 في المئة. ونتيجة لذلك فإن غالبية النساء والرجال الأكبر سناً في العالم ليس لديهم تأمين للدخل، وليس لهم الحق في التقاعد، ويضطرون إلى الاستمرار في العمل طالما كانوا قادرين عليه، وغالباً ما يعيشون في ظروف دخل سيئة ومحفوفة بالمخاطر. وتظهر دراسة لمنظمة العمل الدولية بعنوان «الحماية الاجتماعية لكبار السن: الاتجاهات السياسة الرئيسية والإحصاءات»، أن العديد من البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل في الأعوام الأخيرة قامت بتوسيع تغطية التقاعد بسرعة، من خلال مزيج من التمويلات المساهمة وغير المساهمة للمعاشات الاجتماعية من الضرائب. وينظر التقرير في أنظمة المعاشات التقاعدية في 178 دولة، إذ وجد أن أكثر من 45 دولة وصلت إلى 90 في المئة من تغطية المعاشات، وأن أكثر من 20 بلداً نامياً حقق أو اقترب من تحقيق مستوى تغطية التقاعد العالمي. وقالت مديرة إدارة الحماية الاجتماعية في منظمة العمل الدولية إيزابيل أورتيز، إن العديد من البلدان النامية عملت بجرأة على توسيع نطاق التغطية، وهذا يعتبر تطوراً إيجابياً جداً. وشددت أورتيز على أهمية توسيع أنظمة المعاشات التقاعدية الخاصة، ولكن وفي الوقت نفسه ضمان استحقاقات المعاشات التقاعدية الكافية. وشددت أورتيز على أهمية حصول كبار السن من الرجال والنساء على الحق في التقاعد بكرامة ومن دون الوقوع في براثن الفقر.