منذ نحو 15 عاماً ونورة أحمد (56 عاماً) تعاني من مرضي السكر وارتفاع ضغط الدم، وتضاعفت آلامها عقب خضوعها إلى جراحة قلب مفتوح استمرت أكثر من سبع ساعات. تتسارع أنفاس المسنة الخمسينية عند الحديث، «انسداد الشرايين وأمراض القلب بصفة عامة تشبه العيش في الجحيم، أنا دائماً خائفة، كما أنني لا أستطيع القيام بأي شيء وأنا مصابة بهذه الأمراض». وتقول نورة: «حالياً أراجع في شكل دوري للتعافي من أوجاع القلب، نحمد الله على كل حال، على الأقل أحسن من ذي قبل». وتعترف بأنها كانت مهملة لصحتها في كثير من الأوقات، خصوصاً في ما يتعلق بارتفاع ضغط الدم: «كنت مهتمة بأمور الأسرة وزوجي المصاب بمرض نفسي، ومستقبل أبنائي وتحصيلهم العلمي، حتى وقعت في أحد الأيام ولم أستيقظ من الغيبوبة إلا في المستشفى، وهناك أخبرني الأطباء بأنني مصابة بانسداد في الشرايين»، موضحة أن المرض فاجأها وزاد حياتها تعقيداً، خصوصاً أن الأسرة تعيش ظروفاً معيشية طاحنة. وتتكون أسرة نورة من زوجها وأربعة أبناء (ولدين وابنتين)، «أنا الآن عاجزة عن العمل والحركة ولا أستطيع السير إلا بمشقة، كما أن زوجي لا يعمل، ونعيش على راتب الضمان الاجتماعي الذي لا يفي بحاجاتنا ولا يؤمن لنا مستلزمات الحياة الكثيرة». وتضيف: «اضطر زوجي للاقتراض أكثر من مرة من أجل تأمين السفر والإقامة والتنقل أثناء رحلات العلاج والمراجعة الدورية، ما أدى إلى إثقال كاهله»، مشيرة إلى أن الأحزان والبؤس أخذا نصيبهما وافراً من جميع أفراد الأسرة. وتوضح: «تعاقب الأمراض عليّ واستمرار آثارها زمناً طويلاً، أثرا سلباً في زوجي وأبنائي، وهم الآن يدفعون الثمن، مع أن ظروفنا كانت سيئة حتى قبل إصابتي بالأمراض». ولا تهنأ العجوز المحطمة بالنوم ليلاً قلقاً على أبنائها مستقبلاً: «أعتبر أبنائي أيتاماً، وهم بالفعل كذلك، لم أستطع أن أساعدهم على رغم أنني بذلت كل شيء من أجل ذلك، أراقب أوضاعهم وأرى الحزن في وجوههم، والخوف يعتريهم، لا أستطيع مصارحتهم ولا أريد أن أسمع شكوى منهم، ولكني أبكي من الشفقة والخوف عليهم». لا تريد نورة سوى سداد الديون التي تحمّلها زوجها: «أتمنى من أهل الخير مساعدتنا، على الأقل حتى أنام قريرة العين مطمئنة على مستقبل أبنائي من بعدي».