منذ نحو 20 عاماً وفاطمة الحسن (56 عاماً) تعاني من أمراض الغدة الدرقية، وتضاعفت آلامها عقب خضوعها لجراحة قلب مفتوح في مدينة الملك عبدالله الطبية. وتأمل فاطمة بأن تنهي الجراحة الأخيرة مسلسل أمراضها التي حولت حياتها إلى جحيم، خصوصاً بعد أن عانت من انسداد الشرايين التاجية. وتصف وضعها الصحي: «حالياً أراجع في شكل دوري للتعافي من أوجاع القلب ومشكلات الغدة الدرقية، الأمور ليست جيدة، ولكن نحمد الله على كل حال، على الأقل أحسن من ذي قبل». ويوضح التقرير الطبي أن فاطمة مصابة بنقص تروية القلب وقصور الغدة الدرقية، وأجريت لها جراحة قلب مفتوح لوجود انسداد في الشرايين التاجية للقلب، موضحاً أنه جرى توصيل أحد طرفي رقعة من الوريد الصافن بالشريان الأورطي. وتعترف فاطمة بأنها كانت مهملة لصحتها في كثير من الأوقات، خصوصاً في بداية مرض الغدة الدرقية، «كنت قلقة من أشياء أخرى تنغص حياتي وحياة أسرتي، كانت وما زالت أوضاعنا المادية سيئة وكنت أخاف على صغاري فنسيت نفسي». وتتكون أسرة فاطمة من زوجها العاطل وثمانية أبناء (ولدين وست بنات) وتقول: «أنا الآن عاجزة عن العمل والحركة، ولا أستطيع السير إلا بمشقة، كما أن زوجي لا يعمل ونعيش على راتب الضمان الاجتماعي الذي لا يفي بحاجاتنا ولا يؤمن لنا مستلزمات الحياة الكثيرة». وتضيف: «اضطر زوجي للاقتراض أكثر مرة من أجل تأمين السفر والإقامة والتنقل أثناء رحلات العلاج والمراجعة الدورية، ما أدى إلى إثقال كاهله»، مشيرة إلى أن الأحزان والبؤس أخذا نصيبهما وافراً من جميع أفراد الأسرة. وتوضح: «تعاقب الأمراض علي واستمرار آثارها زمناً طويلاً أثرا سلباً في زوجي وأبنائي، وهم الآن يدفعون الثمن، مع أن ظروفنا كانت سيئة حتى قبل إصابتي بالأمراض». ولا تهنأ فاطمة بالنوم ليلاً قلقاً على أبنائها مستقبلاً، «أراقب أوضاعهم، وأرى الحزن في وجوههم، والخوف يعتريهم، لا أستطيع مصارحتهم، ولا أريد أن أسمع شكوى منهم، ولكنني أبكي من الشفقة والخوف عليهم، فماذا سيفعلون لو حدث لي أي شيء؟». لا تريد فاطمة سوى سداد الديون التي تحملها زوجها، «أتمنى من أهل الخير مساعدتنا، على الأقل حتى أنام قريرة العين مطمئنة على مستقبل أبنائي من بعدي».