أبو محمد رجل يبلغ من العمر 65 عاماً، تراكمت عليه الديون ودهمته الأحزان، وبلغ به الأمر حد التشاؤم لولا إيمانه العميق بالله عز وجل. يعيش في دوامة لا تكاد تنتهي من الحيرة، ومع ذلك يتظاهر أمام أسرته بالفرح والسرور الذي يظهر على محياه ولا يتفتح له أبواب قلبه، وأين له ذلك وهو يعول عشرة أبناء، ويعجز عن توفير لقمة عيشهم وتأمين مستقبلهم؟ ويقول أبو محمد: «لم تمهلني الضغوط والظروف المالية حتى للتفكير في إيجاد مخرج منها، ما جعل الأمور تزداد سوءاً، إلى درجة أنني لم أستطع أن ألحق أبنائي بالمدارس»، موضحاً أنه يتسلّم ألفي ريال من الضمان الاجتماعي، ولكنها لا تفي بحاجات أسرته الكبيرة. ويضيف: «الادخار مفردة أسمع بها وأراها بالنسبة إليّ من المستحيلات، فالبطون خاوية وما أتسلّمه من الضمان يذهب في اليوم نفسه ويكون معظمه للدائنين»، لافتاً إلى أنه مصاب بارتفاع ضغط الدم والسكر، «لا أستطيع مجاراة هذا الزمن السريع، وبت أخاف على نفسي بعد أن تتابعت عليّ الأمراض، وأخشى على أبنائي من بعدي». ويكشف أبو محمد أنه وأسرته يقيمون حالياً لدى أحد أشقائه: «طردنا صاحب المنزل بعد أن تكرر تأخري في دفع الإيجار»، مستدركاً بأن معاناته لا تتوقف عند هذا السوء «لديّ ابنة أيضاً مريضة بالفشل الكلوي، وأخشى أن تحول ظروفنا السيئة دون علاجها بالشكل المناسب». ويأمل المسن أبو محمد من المسؤولين في الجهات ذات الصلة زيارته والوقوف على ظروفه والتأكد من معاناتهم، والعمل سريعاً على مساعدتهم في هذه الظروف التي حرمت قلوبهم السعادة وشفاههم البسمة، متمنياً أن يسخّر الله له ولأسرته من فاعلي الخير من يساهم في إعادة النور إلى حياتهم.