كثف مقاتلو «طالبان» هجماتهم في العاصمة الأفغانية كابول غداة التوقيع على الاتفاق الأمني بين كابولوواشنطن والذي يقضي بإقامة خمس قواعد أميركية في أفغانستان على مدى عشر سنوات. وتمكن مسلح من الحركة من تفجير باص للجيش الأفغاني في كابول للمرة الثانية خلال 24 ساعة ما أسفر عن مقتل ثلاثة موظفين في وزارة الدفاع وجرح 15 آخرين، غداة مقتل سبعة جنود وجرح آخرين بهجوم على باص عسكري. وبذلك وصل عدد هجمات «طالبان» منذ أداء الرئيس الأفغاني الجديد أشرف غني القسم الاثنين الماضي، إلى أربع هجمات انتحارية في العاصمة إضافة إلى عدد من الهجمات المسلحة وزرع القنابل في مديريات ومدن أفغانية أخرى. وتوعدت «طالبان» بمزيد من الهجمات داعية الشعب الأفغاني إلى الانضمام إلى قافلة الجهاد لدحر الاحتلال وأعوانه، وذلك في رسالة لزعيمها الملا محمد عمر موجهة إلى الشعب الأفغاني لمناسبة عيد الأضحى. ووصف الملا عمر الاتفاق الأمني مع واشنطن بأنه «بيع للبلاد إلى المحتل الذي عين الأشخاص غير الصالحين والخونة كحكام جدد لأفغانستان ليتحكم بمصير الشعب الأفغاني». لكن الملا عمر أكد أن الاتفاق الأمني «لن يكون له تأثير على المجاهدين في أفغانستان بل سيزيد من معنوياتهم وتصميمهم على دحر الاحتلال الأميركي». في غضون ذلك، نقلت مجلة «ايكونوميست» عن مصادر في الحكومة الأفغانية الجديدة أنه سيتم خفض عديد القوات الأفغانية من ثلاثمئة وخمسين ألفاً إلى مائتين وثمانين ألف جندي وضابط، لمواجهة النقص في الدعم المالي الدولي المحتمل بعد انسحاب القوات «الأطلسية» من أفغانستان أواخر العام الحالي. وكانت الولاياتالمتحدة ودول «الأطلسي» ربطت استمرار مساعداتها المالية للحكومة الأفغانية بالتوقيع على الاتفاق الأمني مع واشنطن. كذلك نقلت مجلة «مجلس الشؤون الخارجية» الأميركي عن مصادر في العاصمة كابول إقرارها بتدني الروح المعنوية للقوات الأفغانية كلما اقترب موعد انسحاب القوات الدولية من أفغانستان وتخوف الجنود والضباط من البطالة المتزايدة في المجتمع الأفغاني مع شح الموارد الحكومية حيث بالكاد يصل راتب ضابط الشرطة إلى مئتي دولار. وأشارت دراسة للقوات الأفغانية إلى أن أربعين في المئة من المديريات في أفغانستان تواجه خطورة عالية وحرجة لسقوطها في قبضة «طالبان» خلال أشهر، واعترفت مصادر في وزارة الدفاع الأفغانية بصفقات يعقدها عدد من مسؤولي الجيش في أماكن مختلفة من أفغانستان مع مقاتلي «طالبان» لوقف إطلاق النار، ما يعزز سيطرة الحركة وامتدادها في مناطق مختلفة. إلى ذلك، وصف السفير الباكستاني السابق لدى أفغانستان رستم شاه مهمند الاتفاق الأمني بين كابولوواشنطن بأنه سيكون الغطاء لاستمرار الغارات الأميركية بطائرات من دون طيار على المناطق القبلية الباكستانية، مضيفاً أن العدد الحقيقي للقوات الأميركية و»الأطلسية» التي ستبقى في أفغانستان يزيد على ستة وعشرين ألف جندي وليس 12 ألفاً كما ادعت الحكومة الأفغانية حين وقعت على الاتفاق. وأشار مهمند إلى أن أكثر من عشرة آلاف جندي أميركي سيبقون في القواعد الممنوحة لهم فيما سيخصص قرابة ستة آلاف جندي لحراسة السفارة والمنشئات الأميركية في أفغانستان، فيما سيتم إدراج نصف عدد المتعاقدين الأمنيين الأميركيين تحت اسم جنود نظاميين للإبقاء على مهماتهم في تعقب الأفغان المناهضين لواشنطن وحكومة كابول.