تواصل التوتر في منطقة وادي خالد الواقعة على الحدود اللبنانية - السورية بعدما سقط لبنانيان وعدد من الجرحى خلال اقل من 24 ساعة برصاص مصدره الداخل السوري. وأسف الرئيس اللبناني ميشال سليمان لاستمرار سقوط الضحايا اللبنانيين جراء الأعمال العسكرية قرب الحدود اللبنانية. وإذ اكد في بيان صادر عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، «ضرورة الاستمرار في التزام الموقف المحايد القاضي بعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وبخاصة سورية»، دعا سليمان الجانب السوري الى «الامتناع عن اطلاق النار والقذائف في اتجاه الاراضي اللبنانية». كما أجرى سلسلة اتصالات مع المسؤولين المعنيين وطلب الى الأجهزة المختصة التحقيق في ظروف حصول هاتين الحادثتين. كما دان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «استهداف المناطق اللبنانية الحدودية، لا سيما وادي خالد، بالقذائف نتيجة المواجهات داخل المناطق السورية المتاخمة للحدود». وقال في بيان امس: «نشجب سقوط ضحايا لبنانيين جراء أحداث لا ذنب لهم بها، وندعو السلطات السورية المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لمنع تكرار مثل هذه الأعمال»، معلناً أنه طلب من وزير الخارجية عدنان منصور «إبلاغ السلطات السورية رسمياً رفضنا هذا الأمر ومطالبتنا بعدم تكرار حصوله». وكان رصاص القنص وإطلاق القذائف الصاروخية من الجانب السوري في اتجاه عدد من القرى والبلدات اللبنانية الواقعة على الحدود تكثف في اليومين الماضيين، اذ استهدفت القذائف بلدات المقيبلة والبقيعة والهيشة التي سقط عضو مجلس بلديتها احمد شهاب وجرح شقيقه هاني شهاب اثر سقوط قذائف من الجانب السوري على البلدة الهيشة. كما كان سقط مساء اول من امس اللبناني حسين العزو برصاص القنص من الجانب السوري على وادي خالد. وتسببت القذائف والاعيرة النارية بإحداث اضرار مادية جسيمة في عدد من المنازل في البلدات المذكورة، وأدت الى احتراق بعضها بما فيها من محتويات. وعلى الاثر، ناشدت فاعليات وادي خالد في بيان تلاه باسمهم محمد سليمان ابو عبدالله أمس الرؤساء الثلاثة «اخذ موقف حازم من التعديات على منطقتهم وحماية الوطن والارض والاهالي من القصف الهمجي»، داعية الرؤساء الثلاثة الى «اخذ موقف حازم من هذه التعديات وضرورة حماية وطننا وارضنا وابنائنا من هذا القصف الهمجي». وحذرت الفاعليات من أنه «اذا تعذر ذلك فلا بأس بطلب قوات دولية لحماية حدودنا، والا فعليكم ان تحجزوا مخيمات لآلاف اللاجئين اللبنانيين داخل وطنهم، فكفى استهتاراً بدمائنا ودم شهدائنا اغلى ما لدينا». الى ذلك، ندد عضو كتلة «المستقبل» النيابية معين المرعبي ب «قيام عصابات الاسد بقنص المواطن العكاري حسين العزو في وادي خالد من قبل عصابات الاسد أثناء تنقله داخل قريته». واستنكر في بيان «تلكؤ قيادة الجيش بالايعاز لعناصره بسحب الشهيد قبل وفاته، وترك ينزف حتى وفاته قبيل تمكن الأهالي من سحبه من مكان الجريمة، واكتفاء المعنيين بحمايتهم بمشاهدة العصابات تطلق النار على المنقذين». واستنكر «استمرار تخاذل قيادة الجيش والحكومة الميقاتية الاسدية بنشر الجيش الوطني على الحدود لحماية الاهالي من الاعتداءات»، داعياً سليمان الى «اتخاذ القرار الواجب باعطاء الاوامر الصريحة لجيشنا الوطني اللبناني بالانتشار على الحدود، والطلب الى الاممالمتحدة تطبيق القرار 1701 تحت الفصل السابع والاستعانة بقوات دولية لحماية ارضنا السائبة فالأرض السائبة تعلم الناس الحرام». نازحون وفي بلدة تربل في البقاع - شرق لبنان، أدى احتراق 17 خيمة تأوي نازحين سوريين الى تشرد 200 شخص كانوا يقطنون داخلها، بعدما اتت النيران على كامل محتويات الخيم من ملابس واغطية واوراق ثبوتية للنازحين. وفي التفاصيل، أنه بينما كانت احدى السيدات تعد الطعام لعائلتها داخل الخيمة، حصل تسرب للغاز سرعان ما ادى الى اشتعال الخيمة، وامتدت النيران لتشمل الخيم المجاورة خلال دقائق.