لا تجتمع الأرقام ونقائضها في أحد كما تجتمع فيه، فتلك البُنية الصغيرة لا تتناسب إلا عكسياً مع سجله الحافل بالذهب. فطوله البسيط، يعكس قصة أميال وأميال من الخداع الكروي على المستطيلات الخضراء، وعلى رغم ما صبّه طوال الأعوام الماضية من عذابات على شباك الخصوم بمختلف ألوانها وأسمائها، إلا أنه محبوب الجميع، صورة حقيقية تعكس دور الخلق العالي في كسب محبة الرياضيين أياً كانت ميلوهم. محمد الشلهوب ابن ال33 ربيعاً، أضحى أول من أمس الأسطورة الأكبر في تاريخ كرة القدم السعودية، بعد أن تخطى بعدد الألقاب التي توّج بها نجوماً كباراً، أمثال يوسف الثنيان وسامي الجابر وماجد عبدالله، فحصد لقبه ال25، بينما توقّف أقرب منافسيه الثنيان والجابر عند 24 لقباً. واليوم تبدو مهمة التعاطي مع الشلهوب لاعباً عادياً، أو رقماً بسيطاً في تاريخ الرياضة السعودية ضرباً من ضروب الخيال، ذلك أنه وببساطة بات أقرب بمعطياته من التحول إلى نادٍ بدلاً من أن يكون لاعباً فيه، تقول الأرقام إن «الموهوب» تُوّج بلقب الدوري خمس مرات، فلا يتفوق عليه من بين الأندية السعودية سوى الاتحاد الذي فاز بالدوري ثماني مرات والشباب بست، بينما يتساوى رقم الشلهوب مع النصر، ويتفوق على الأهلي والاتفاق المتوجين مرتين، الرقم الأكبر للاعب «القصير» يأتي مع لقبه المفضل كأس ولي العهد، الذي تُوج به للمرة العاشرة أول من أمس، بينما لم ينجح أي نادٍ سعودي من تحقيق اللقب بالعدد ذاته، ففاز فيه الاتحاد سبع مرات، وهو أقرب الأرقام لرقم الشلهوب. الأرقام تستمر بالحديث عن اللاعب الفذّ، إذ توج بأربعة ألقاب آسيوية مختلفة، إضافة إلى البطولة العربية للأندية أبطال الكؤوس، وبطولة النخبة العربية وكأس السوبر السعودي المصري، وغيرها من الألقاب. يبالغ المعلقون، بينما قد يفقد بعض المحللين الحياد لدقائق في التعاطي مع نجم خلوق ومحبوب، لكن الأرقام وحدها لا تكذب حين تنصف «القصير المكير»، في هذه الصفحة تلخص «الحياة» أرقاماً صنعت مجد لاعب من الصعب تكراره.