أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع رفضه «المناخ الموبوء الذي شاع في الأسابيع الأخيرة في البلد»، وقال: «نريد قانون انتخاب جديداً صحيحاً، لأن البلد في حاجة إلى ذلك وليس لأن المسيحيين يريدون أخذ ثأرهم عن السنوات السابقة، ولكن من دون أن نوقظ شياطين قديمة، ونريد قانوناً جديداً بتوافق الجميع لا بثنائيات ضد الآخرين»، رافضاً «كل التحديات التي حصلت، وكل أجواء الانتصار الوهمي التي حصلت في بعض الزوايا في الأيام الأخيرة». ورأى أن «أي انتصار داخلي للبناني على آخر هو انتصار مرحلي قصير المدى جداً، وهو انكسار للجميع على المدى الطويل، ونحن مصرون على قانون انتخاب جديد يريح الكثيرين، إذا لم يكن الجميع ولكن لا يكون ضد الآخر»، داعياً كل المعنيين وخصوصاً «الحلفاء في 14 آذار، إلى بذل الغالي والرخيص للتوافق على ما يمكن التوافق عليه، وبدل الاستمرار بلعن عتمة اللقاء الأرثوذكسي ليل نهار، علينا إضاءة شمعة صغيرة في سماء المشروع التوافقي». وأشار جعجع في كلمة له خلال حفلة إطلاق الانتساب إلى «القوات»، في حضور ممثلين للرئيسين أمين الجميل وفؤاد السنيورة وحشد من النواب والشخصيات، إلى أن «القوات اللبنانية ومسؤوليها وأنا من ضمنهم تعرضنا في الفترة الأخيرة إلى حملات تشكيك قاسية وظالمة في غير محلها في ما خص قانون الانتخاب»، قائلاً: «الشخص الذي يقول في أيار (مايو) 2008 «أنا (رئيس كتلة المستقبل النيابية) الرئيس فؤاد السنيورة يمثّلني أكتر من (رئيس تكتل التغيير والإصلاح) ميشال عون»، هذا شخص لا طائفي، ولا مذهبي»، مشيراً إلى أن «الحزب الذي لم يتوقف منذ 7 سنوات عن النضال والمواجهة المباشرة لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين وفي مواجهة مخاطر أكبر منه بكثير لا يقال عنه فئوي». وأضاف: «الحزب الذي لم يترك مناسبة تجييش طائفي من موضوع الجمعة العظيمة، لِما تم تسميته ب «غزوة الأشرفية»، لموضوع المتاجرة الدائمة بشعار «حقوق المسيحيين»، إلا وتصدى لها بشكل فوري وواضح ومباشر، هذا بالفعل حزب وطني وليس أي شيء آخر. والحزب الذي تعرض رئيسه لمحاولة اغتيال، وكثير من نوابه للملاحقة بهدف الاغتيال، تعرضوا لأنهم استقلاليون بامتياز، ويناضلون تجاه شعبهم وحريته ورفض التعدي على لبنان». ولفت إلى أن «الحزب الذي كان السبّاق علناً، وبعكس الكثير من الآراء في محيطه، إلى تأييد الربيع العربي بحماسة وتأكيد، والاهتمام بقدر ما أمكنه باللاجئين السوريين، وبإرسال موفدين إلى غزة، وبالتصدّي لكلّ الذين حاولوا استغلال حادثة عرسال، لا يكون حزب تقوقع، بل حزب الانفتاح بامتياز، فالقوات حزب لبناني جمهوري بامتياز، يعمل لمصلحة كلّ أبناء لبنان وطوائفه ومذاهبه، وليس لمصلحة مذهب أو طائفة معيّنة، فالحزب الذي في انتخابات العام 2009، وعلى رغم حجمه وامتداداته، نائب لم ينل مقعداً نيابياً في الأشرفيّة، وعلى رغم ذلك عضّ على جرحه وأكمل الانتخابات النيابية على أفضل ما يكون، ولم يدع أحداً يشعر، لا من بعيد ولا من قريب بوجعه، هذا حزب قضيّة، وليس حزب حصص نيابية أو وزارية، الحزب الذي خُيِّر بين الاستفادة من خيرات عهد الوصاية أو الحلّ والاضطهاد والسجن... اختار الحل والاضطهاد والعذاب والتشرّد والسجن، يكون حزب قضيّة وليس حزب مصالح ضيّقة! في هذه الدنيا لا شي ينفع إلاّ الوضوح والصراحة». حدّان وأضاف: «نحن ضد التحدي ولكننا نريد قانون انتخاب جديداً»، وقال: «لدينا حدّان نعمل على أساسهما في قانون الانتخاب، الأول أننا بالفعل نريد الوصول إلى قانون انتخاب جديد، والثاني هو العمل على مدى ما نستطيع بتوافق الجميع»، مشدداً على «أننا ضد الفئوية والتجييش الطائفي والتحدي ونريد قانون انتخاب جديداً... ونحن مع الوفاق شرط أن يوصل إلى قانون انتخاب جديد، ومع أي مشروع يؤدي إلى أكثرية نيابية». وقال: «14 آذار ليس اختصاصها فقط سيادة واستقلال ونزع السلاح غير الشرعي، بل من صلب واجباتها الالتفات إلى أوجاع كل اللبنانيين». وأشار جعجع في سياق آخر إلى أن «انطلاقة القوات بدأت مع جدودنا وعرفوا أن العيش بالذل هو شكل من أشكال الموت المقنع»، مشدداً على أن «القوات كروح نضالية متأصلة في هذه الأرض ولكن القوات كحزب تجمعنا اليوم من أجل إطلاقها». ولفت إلى أن «القوات هي تجسيد للمقاومة اللبنانية الحقيقية وهي تحارب الاستعباد»، مشيراً إلى أن «ليس مستغرباً أن نعلن الانطلاقة في ظل كل التغييرات السلبية والإيجابية التي تعيشها المنطقة ويمكنها أن تواكب قضايا المستقبل». وأضاف أن «القوات وُلدت في أجواء أصعب من هذه بكثير، وهي تواكب قضايا الحاضر بكل جوارحها، وفي الوقت نفسه بإمكانها أن تتحضّر لبناء المستقبل»، موضحاً «أننا نبني حزباً قوياً كي نصل إلى وطن قوي وهمه الوحيد المؤسسات القوية والحكام الأقوياء ونبني حزباً لكي لا يعود جواز السفر اللبناني موضع شبهة بل مبعث فخر وكي تبقى الدولة ساهرة على أولادها». وتابع جعجع: «نبني حزباً يجمع جيل المقاومة والعسكر والبندقية، نحن حزب 14 آذار والمقاومة السلمية بوجه الاحتلال، نحن حزب ثورة الأرز المتحرّك في ساحات النضال الفعلية، وعالم الإنترنت وساحات التواصل الاجتماعي»، وزاد: «القوات هي الحزب الذي لا ينسى شهداءه ومصابيه ولا المعتقلين في سجون النظام السوري»، لافتاً إلى أن «البناء على رمل الشعارات الجوفاء ليس من عاداتنا ولا شيمنا، والقوات ليست حزب المناصب ولا حزب الدجالين ولكن هو حزب واضح»، مشيراً إلى أن «عيوننا شاخصة على المستقبل كي نرفع رأسنا بحزبنا». وقال: «نحن نبني حزباً حتى تبقى عيون الدولة ساهرة على أمن وحرية وسلامة كل ولد من أولادها، لا أن تُساعد هي على اغتيالهم عبر حجب داتا الاتصالات وتسخيف الاغتيالات ومحاولات الاغتيال وعدم ملاحقة الفاعلين، نحن نبني حزباً يحترم تداول السلطة، لا يورّث، ولا يقدّس، ولا يؤله... حزباً يُلغي التقليد والمحسوبيّات والإقطاع ويرفع صروح الكفاءة والمؤهلات والمساواة».