اعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أن «قانون انتخابات الستين غير صالح تماماً، وقانون الحكومة المطروح اليوم على مجلس الوزراء أفضل من قانون الستين، وهو خطوة إلى الأمام، لكنه يبقى أقل بأربع مرّات من المطلوب، فخلفيّة صياغته هي تعويم قوى 8 آذار أكثر من صحة التمثيل، وأتفهم ردة فعل (رئيس «تيار المستقبل») الشيخ سعد الحريري، ويمكننا أن نأخذ السيّء الذي قاموا به وتحسينه ليصبح أفضل». واكد جعجع في مؤتمر صحافي أمس، ان «اتفاق الطائف هو الوحيد الذي يحمي لبنان ويجب العمل على ترسيخه والحفاظ عليه للحصول على الاستقرار السياسي، والسؤال هو: هل يفي مشروع القانون بالحاجة الى تمثيل أفضل للبنانيين». وأشار جعجع إلى أن «إتفاق الدوحة حصل إثر ضربة عسكرية، وأتى قانون الانتخابات النيابية على أساس قانون الستين، لكنه لا يفي بالمطلوب ولا يعطي تمثيلاً صحيحاً، فكانت الحاجة وفق الأفرقاء على اختلافهم إلى تغيير القانون». ولفت إلى أنه «منذ تطبيق اتفاق الطائف كان الهدف تعزيز سلطة الوصاية السورية، خصوصاً في قانون الإنتخابات، وحصل ذلك عبر ضم عكار إلى بشري في دائرة واحدة». وراى ان «الخطورة في القانون الحالي تكمن في آلية انتخاب المغتربين من خارج لبنان»، لافتاً الى انها «وضعت المغتربين في دائرة واحدة بعيدة من المشاركة في الحياة الوطنيّة، وهي بذلك ارتكبت خطيئة مميتة في مشاركة المغتربين». واضاف: «الجنوب وبيروت دائرتان، علماً أن هاتين المحافظتين أقرب من حيث الحجم إلى المحافظات الأخرى، فلماذا وافقوا؟ فعلوا ذلك لإعطاء الأفضليّة لقوى 8 آذار، فضم الباشورة إلى الأشرفية كيف يخدم صحة التمثيل؟». وقال: «كل الاستطلاعات تشير إلى ميل الناخبين لانتخاب قوى 14 آذار بعد ممارسات الفريق الحاكم اليوم، ولذلك يأتي إقرار هذا المشروع لإنقاذهم». وأكد أن «موقفنا في لجنة بكركي أن أفضل قانون يكون عبر الدوائر الصغرى، أي أن لبنان 61 دائرة، لأن الدوائر الصغرى تعطي صحة تمثيل مرتين أو أكثر من القانون المطروح اليوم. إذًا لم يُتفق على هذا القانون كما طرحنا الموضوع في بكركي، وأضحكني استخفاف بعض النواب العونيين والتقليل من أهمية العدد بين 13 و15 دائرة، وأستغرب سيرهم بالقانون الذي أقرته الحكومة». وقال: «سنستمر بما اتفقنا عليه في لجنة بكركي، عبر المطالبة بقانون الدوائر الصغرى. وهذا ما طالبت به جميع الأحزاب والتيارات السياسية المسيحية في بكركي، لأنه الأنسب للجميع، وخصوصاً للمسيحيين، لأنه يؤمن صحة التمثيل، وإذا لم نؤمن له الأكثرية في المجلس النيابي فلكل حادث حديث». وأضاف: «نحن على تنسيق مباشر مع تيار المستقبل، وأي مشروع انتخابي سيُطرح من قبلنا سيكون بالتوافق مع حلفائنا، وهذا القانون غير مناسب، وهناك قوانين أفضل منه، مثل قانون الدوائر الصغرى»، مؤكداً ان التيار الحر «وافق على الدوائر الصغرى في لجنة بكركي، وليسمح لنا (رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» النائب) الجنرال ميشال عون بأي كلام آخر، ويجب على المغترب أن يصبّ صوته في بلدته وليس في البلاد حيث هو». وقال رداً على سؤال: «تقترب المواقف بعضها من بعض، وخصوصاً مع الحزب التقدمي الاشتراكي، في ان المشروع يؤمّن مصالح قوى 8 آذار، ولا مانع من اللقاء في الاتجاه نفسه بشأن القانون الانتخابي، ويجب أن نحترم المواعيد الدستورية طبقاً للدستور وإجراء الانتخابات عام 2013، والمشروع الذي يُقره المجلس النيابي يجب أن نسير به جميعاً، ولا يمكن أن نسير مع فريق يقصقص الدوائر بحسب حساباته الانتخابية لأنه مدرك أنه خاسر». ورأى جعجع أنه «حتى اليوم «القوات اللبنانية» و «الكتائب اللبنانية» و «التيار الوطني الحر» متفقون على الدوائر الصغرى والبحث يمكن أن يحصل مع «الإشتراكي» و «المستقبل» وإذا غيّر الجنرال عون موقفه من ذلك فليغيّر لوحده ويتحمل هو مسؤولية هذا التغيير، وعندها لا يعود من حق أحد أن يتكلم عن موضوع إنشاء لجان جديدة كلجنة بكركي ويكون ما حصل في هذا الاطار مرة أولى وأخيرة».