من أجل تحصيل لقمة العيش، يحمل ايلين ساتريو قرداً صغيراً مربوطاً بسلسلة على الرقص في الشارع... ولكن باتت هذه الممارسة التي تنتقد بسبب وحشيتها محظورة في جاكرتا حارمة مئات الفقراء مورد رزق. في زوايا الشوارع في العاصمة الإندوسية ووسط الجو الملوّث بالغازات المنبعثة من عوادم السيارات، يفترش نحو 400 من عارضي القرود أرصفة متداعية تحت أشعة الشمس الحارقة أو الأمطار الغزيرة. ويربطون بسلاسل قروداً آسيوية نحيلة غالباً ما تكون فقدت فروها، تحمل قناع دمية أو قبعة راعي بقر أو قلنسوة رضيع. وتقوم هذه القردة ببضع خطوات رقص، استدارة أو استدارتين أو جولة على دراجة طفل وتمد ذراعاً هزيلة للحصول على حفنة من الروبيات. تقليد «القردة المقنعة» يعود إلى زمن غابر لكن منذ عام 2011 تمنع بلدية جاكرتا هذه الممارسة بضغط من منظمات الرفق بالحيوان. ومنذ ذلك الحين قام تعاون بين الشرطة وأعضاء «شبكة مساعدة الحيوانات في جاكرتا» (جان). وتنظم مجموعات تضم كل منها خمسة أفراد دوريات في المدينة بلباس مدني لمطاردة عارضي القردة. ويقول بنفيكا الناطق باسم جمعية جان: «نتصرف وكأننا مارة ونقترب منهم وننقض عليهم». ويقول تاكيادي وهو يلقي نظرات خائفة «إنهم يظهرون من حيث لا تدري». قبل أيام قليلة هرب عارض القردة هذا البالغ 27 سنة بشق الأنفس عند وصول «شرطة القردة» لكنه اضطر لترك قرده. ويروي: «ظهر أفراد الشرطة فجأة عندما كنت أضع قناعاً للقرد. يجب أن أتنبه أكثر في المستقبل». بيد أن العقوبات رمزية بشكل عام. ففي حال توقيف عارض القردة يواجه نظرياً حكماً بالسجن تسعة أشهر حداً أقصى إذا تعرض القرد للإصابة أو نفق. لكن أحكاماً كهذه نادراً ما تطبق ويقتصر العقاب في غالب الأحيان على غرامة تقل عن نصف يورو. وفي المقابل على العارض أن يسدد مبلغ مليون روبية (80 يورو) إلى صاحب القرد إذا اضطر إلى التخلي عنه للشرطة. ومنذ بدء عمليات المطاردة هذه في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، أوقف 24 عارضاً مع قردتهم.