كشف الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني ان «ايران قررت تقديم هبة تساعد الجيش اللبناني في مواجهته الإرهاب»، مشدداً على «الحوار بين اللبنانيين». جال شمخاني الذي وصل منتصف ليل الاثنين - الثلثاء الى بيروت في زيارة خاطفة استمرت يوماً واحداً، يرافقه مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان ووفد إيراني كبير، على عدد من المسؤولين في حضور السفير الإيراني لدى لبنان محمد فتحعلي، وغادر بعد الظهر الى سورية. وزار قبل ظهر امس رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في السراي الكبيرة. وقال شمخاني: «اكدت خلال اللقاء مع الرئيس سلام ان «هناك عبارة واحدة يعلق عليها الجميع آمالهم وهي ان الحوار هو الطريق الوحيد، وتحدثنا ايضاً عن الكثير من التطوّرات السياسية الإقليمية إضافة الى المحاولات الآثمة التي يجريها الكيان الصهيوني من اجل استثمار التطورات الإقليمية بالشكل الذي يناسب مطامعه التوسعية والعدوانية، كما استعرضنا الكثير من الأمور المرتبطة بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين». وأضاف: «كما أكدنا أنه نظراً إلى المواجهة التي يخوضها لبنان في بعض مناطقه الحدودية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف، فإن ايران قررت ان تقدم هبة عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب الآثم. وطبعاً هذا الوعد ليس طويل الأجل وإنما ستقدم هذه الهبة بشكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع سمير مقبل إلى إيران لاستلامها بشكل رسمي». وقال شمخاني: «ليس هناك اي خط أحمر يحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين، وما يهمنا بشكل أساسي هو تثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع لبنان». وعما اذا قبلت الدولة اللبنانية هذه الهبة أجاب: «الدولة اللبنانية رحبت بهذه الهبة». والتقى شمخاني والوفد المرافق رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال: «تحدثنا مع الرئيس بري بشكل اساسي عن الأوضاع والتطورات الإقليمية وخصوصاً التأثيرات السلبية لهذا الموضوع على شعوب هذه المنطقة ودولها بالشكل الذي يصب في نهاية المطاف في الاتجاه الذي يخدم أهداف الكيان الصهيوني، إضافة إلى آخر التطورات العراقية، وتطرقنا الى هذا الائتلاف الدولي المزعوم والمضحك الذي يتبنى ظاهرياً مكافحة الإرهاب من دون الاستناد الى مسوّغ أخلاقي أو حقوقي أو شرعي، ولا يمكن ان يخدم توجّهات الشعب العراقي والدولة العراقية ومصالحهما. وهذا الائتلاف كالمثل العربي القائل «حاميها حراميها». وأضاف: «تحدثنا ايضاً في العلاقات والتطورات السياسية مع لبنان، وأشرنا الى الهبة الإيرانية التي ستقدم الى الحكومة اللبنانية وإلى الجيش الباسل. وكما تعرفون فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت وما زالت وستبقى تضع في أولى أهداف سياساتها الخارجية الإقليمية العمل على ترسيخ الأمن والهدوء والاستقرار واستتبابه في ربوع لبنان. وأريد أن أفنّد بشكل رسمي ما قيل وتم تداوله في وسائل الإعلام من أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعلنت انها ستشارك في هذا الائتلاف الدولي لمكافحة «داعش» في مقابل تسهيلات تقدم اليها في ملفها النووي السلمي: نحن لم نكن وليس لدينا أي صلة من قريب او بعيد بتنظيم «داعش»، وهذا من دواعي فخرنا واعتزازنا. وفي المقابل، نحن نفتخر بأن سجل ايران منذ اللحظة الأولى من تأسيسها حافل بمكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية التكفيرية المتطرفة في كل الظروف والمراحل». وعن أسباب السماح للائتلاف الدولي بأن يضرب ضربته في المنطقة، قال: «هناك تخطيط اكبر من «داعش». من هي «داعش» ومن أساسها؟ ومن شكّل عناصر داعش وموّلها وجهّزها، ومن هيّأ الساحة لنموها في سورية؟ من فعل ذلك هم الغرب وأصدقاؤه وحلفاؤه في المنطقة. هناك علاقة وثيقة بين المستبدين الذين يساندهم الغرب و»داعش». هذا الائتلاف موبوء وليس له قيمة في محاربة الإرهاب وستثبت الأيام المقبلة ذلك. والضرب الجوي من دون تحرك أرضي ليس له قيمة وهذا يعرفه العسكريون جيداً. من اجل ذلك أعتقد ان هذا الائتلاف هو عبارة عن مسرحية». والتقى بري السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل، في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، وجرى البحث في التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة.