تدخلت الرئاسة المصرية لتطويق تداعيات العصيان المدني الذي أقدم عليه أهالي محافظة بورسعيد بعدما لقي استجابة واسعة في المحافظة دفعت محافظات أخرى، خصوصاً الغربية وكفر الشيخ، إلى الدعوة إلى تنفيذ عصيان مدني فيها. وكان ناشطون وقادة روابط مشجعي نادي المصري البورسعيدي لكرة القدم روجوا دعوات إلى العصيان المدني في المدينة الواقعة على المجرى الملاحي لقناة السويس، في تصعيد ضد نظام الحكم للمطالبة بالقصاص لعشرات القتلى الذين سقطوا خلال احتجاجات الشهر الماضي عقب حكم بإعدام 21 من أبناء المدينة في القضية المعروفة إعلامياً ب «مذبحة استاد بورسعيد». وتوقفت الحياة نسبياً في المحافظة أمس وأول من أمس، وعُطلت الدراسة وحركة النقل وخلت الأسواق من روادها وأغلقت مصانع عدة، وأعلنت أحزاب عدة تضامنها مع أهالي بورسعيد، منها «مصر القوية» و «الوفد» و «المصريين الأحرار» و «الناصري» و «التجمع» و «حركة 6 أبريل». والتقى مسؤولون في مؤسسة الرئاسة أمس وفداً شعبياً من بورسعيد لتخفيف الاحتقان في المدينة، أُفيد بأنه انتهى إلى «منح أولوية لأبناء بورسعيد في التعيين في الشركات الموجودة في المحافظة، وتوجيه رسالة تقدير ورد اعتبار من رئاسة الجمهورية إلى شعب بورسعيد، واعتبار كل من سقط في أحداث بورسعيد ولم يحمل سلاحاً أو يشترك في البلطجة من مصابي وشهداء الثورة، وندب قاض للتحقيق في هذه الأحداث وتقديم من تثبت مسؤوليته للقصاص العادل، والإسراع بإقرار مشروع عودة المنطقة الحرة في بورسعيد، وتدعيم قوات الأمن في بورسعيد للقضاء على البؤر الإجرامية وعودة الأمن إلى الشارع». لكن بدا أن هذه المحاولات لم تُثمر، إذ سارعت ائتلافات وقوى شعبية وثورية في بورسعيد إلى إصدار بيانات تساءلت فيها عن هوية ممثلي المحافظة في هذا اللقاء، وقالت إن أحداً لا يستطيع أن يدعي تمثيل شعب بورسعيد. وفي محاولة لتهدئة المخاوف من تأثير العصيان على العمل في قناة السويس، قال رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش إن «العمل في جميع مواقع ومنشآت القناة منتظم ولم يتأثر بأي أحداث». وشدد على أن «حركة الملاحة الدولية في المرفق العالمي منتظمة ولم تتأثر بأي دعوة إلى الإضراب أو العصيان».