بدأت السعودية العد التنازلي لبدء موسم الحج، بعدما أكملت نشر أكثر من 75 ألفاً من قواتها المخصصة لأمن الحج، المزودة بأحدث الإمكانات والتقنيات والآليات. وفيما أكد مسؤولوها الأمنيون استعدادهم الصارم لمواجهة أية حالات أمنية محتملة، قال مسؤولون آخرون إنهم يتوقعون أن يصل عدد الحجاج بحلول يوم التروية (الخميس) إلى أكثر من مليوني حاج. وشددوا على تطبيق تنظيم جديد هذا العام لدخول الحجاج البيت العتيق والخروج منه، لتفادي أي ازدحام محتمل. وأعلن قائد مركز القيادة والسيطرة والتحكم بقوات أمن الحج اللواء عبدالله الزهراني ضبط 35 مكتب حج وهمي، وإعادة وحجز 44661 مركبة، وضبط 329 سائقاً غير نظامي، وإعادة 98994 حاجاً من جميع نقاط المنع. وقال وكيل وزارة الحج لشؤون العمرة الدكتور عيسى رواس أمس إن تحديد مواقع حملات الحجاج سيتم من خلال نظام تحديد المواقع بالأقمار الاصطناعية (GPS). وجدد المسؤولون السعوديون، وفي مقدمهم وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، التشديد على أن المملكة ستحول بقوة دون ما يعكر صفو الحجاج. وأكد وزير الداخلية السعودي أن قوات الأمن السعودية قادرة على التصدي لأي خطر من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) وغيره من التنظيمات. وقام مسؤولون بجولات رقابية على أماكن إقامة الحجاج لضمان سلامة تغذيتهم، والتأكد من راحتهم، واستيفاء أماكن إقامتهم شروط السلامة المحددة. وتبلغ الحجاج أن السلطات السعودية باتت على استعداد لمواجهة أي مخاطر أمنية محتملة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة. وأكدت سلطات الدفاع المدني السعودية أن قواتها تلقت تدريبات مكثفة على أحدث الآليات لتتدخل في أية حوادث تهدد سلامة ضيوف الرحمن. وشددت ندوة الحج الكبرى التي بدأت أعمالها أمس في مكةالمكرمة على أن المساس بأمن الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة «يعد من أبرز ضروب الإلحاد في الحرم». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وجّه في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري بالاستفادة من المواقع الجاهزة بمبنى توسعة الحرم المكي والساحات الخارجية بمشروع التوسعة، وتأمين الخدمات الضرورية لتوفير الراحة لحجاج بيت الله الحرام. ويذكر أن الكلفة الإجمالية لتوسعة المسجد الحرام التي أمر بها العاهل السعودي تصل إلى 40 بليون ريال (10.7 بليون دولار). وستصل الطاقة الاستيعابية القصوى للمسجد الحرام بعد اكتمال هذه التوسعة إلى 3 ملايين مصل، فيما سيستوعب المطاف حول الكعبة الشريفة 105 آلاف طائف في الساعة. وطمأنت وزارة الصحة السعودية إلى عدم اكتشاف أي أمراض وبائية. وشدد مسؤولوها على أن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة ستضمن التعامل مع أية حالة وبائية وسط الحجاج القادمين من الخارج، خصوصاً تطبيق أحدث البرامج لمكافحة العدوى في مشافي المشاعر المقدسة. وأوضح وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه في جدة أمس (الإثنين) أنه لم تسجل حتى الآن أي أمراض معدية أو وبائية بين الحجاج، وأن أوضاعهم الصحية مطمئنة. وشدد على أهمية تكثيف الجهود من جميع العاملين في القطاعات الصحية التي تقدم خدماتها الطبية الوقائية والعلاجية لضيوف الرحمن، وبتوفير المتطلبات الدوائية والمستلزمات الطبية اللازمة للمستشفيات والمراكز الصحية العاملة في خدمة الحجاج بكل من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومحافظة جدة. وذُكر أول من أمس أن 75 ألف رجل أمن سعودي تم نشرهم لضمان أمن الحجيج، ومنع وقوع أية محاولات للعبث بأمن هذه المناسبة الدينية المهمة. وشددت السلطات على الالتزام بشعار «لا تسييس للحج». وشمل ذلك تحذير الحجاج من رفع أعلام دولهم، وحظر دخول الأعلام والشعارات المثيرة للفتن، ومنها علم «داعش»، وشعار «رابعة». وتستخدم السلطات الأمنية السعودية آخر ما وصلت إليه تكنولوجيا البحث الجنائي لإزالة غموض أية جرائم، وضبط وثائق السفر المزورة. وكان خادم الحرمين الشريفين أمر باستضافة 1400 حاج من 75 دولة لأداء مناسك الحج هذا العام. وشمل توجيه ملكي آخر استضافة ألف فلسطيني من ذوي الشهداء والأسرى في الأراضي الفلسطينية المحتلة لأداء مناسك الحج على نفقة خادم الحرمين الشريفين.