أكد عدد من مؤسسي موقع «دروب الثقافي الأدبي»، الذي يعد من أشهر المواقع الإلكترونية المعنية بالأدب والثقافة، أن رحيل أسعد الوصيبعي، الذي قضى يوم الجمعة الماضي في حادثة أليمة مع ابنته ولحق بهما والده متأثراً بسماع خبر وفاتهما، ترك فراغاً كبيراً يصعب ملؤه، الأمر الذي يدعوهم للاستعانة بأعضاء جدد مؤهلين في الخبرة والتكنيك معاً، لملء الفراغ. وقال المؤسسون ل«الحياة» إن الراحل ترك أثراً لا يمحي على صورة الأدب العربي في مواقع الإنترنت، ووصفوه بال«مثقف اللحوح على مواصلة الدرب في دروب». ووصفه فاضل التركي، وهو أحد مؤسسي الموقع القدامى ب«المحلل العبقري». وقال: «خلق أسعد الوصيبعي بصمته الخاصة في الموقع الذي تأسس على يد فاضل التركي، المؤسس الأساسي للموقع، وكانت بصمته واضحة من خلال قدرته العميقة في الفكر والتحليل بعبقرية مطلقة، الأمر الذي يجعل من يتناقش معه يتجنب ثغرات في حديثة، لكونه يحلل كل شاردة وواردة». ولفت التركي إلى أن موقع دروب الثقافي «استطاع أن يحقق بعداً وتأثيراً واضحاً في البقعة العربية، ومن خلاله كان دور أسعد الفني التقني، كذلك من خلال مشاركاته في مواقع التواصل الاجتماعي مع الكتاب والمثقفين قرابة الثمانية أعوام، إذ تزايدت المسؤوليات بزيادة عدد الزيارات، ما يؤسفنا جداً فقدان عزيز وصديق وطرف فاعل مسؤول في تحقيق نجاح الموقع، فرحيله خلق فجوة في مشوار الموقع، و نأمل أن يعوض، وندعو أن يدخله الله جنات النعيم». وعن علاقته الشخصية به، ذكر التركي أنهم كثيراً ما كانوا «يلتقون في لقاءات صحافية أو عائلية، كان شخصاً بسيطاً للغاية، ذكياً ومفعماً، وشغوفاً بمجال الاقتصاد والتقنية، كنت أجده مع الكبير متوافقاً ومع الصغير طفلاً، ودوداً محباً للآخرين». من جهته، اعتبر مؤسس موقع دروب فاضل التركي أسعد الوصيبعي «أحد أهم مؤسسي موقع دروب، وهو أول مدونة عربية تجمع كتاباً في قرابة الألفين من كل بقاع العالم وشتى مشاربه، والذي تأسس عام 2005»، مضيفاً: «يعتبر أسعد أحد أهم وجوه مشاريع الشركات التقنية في نظام ساب في المنطقة، لكونه استشارياً وتقنياً متقدماً في المعلوماتية». وقال التركي: «غوى الشعر والأدب العالمي والعلوم البحتة والاقتصاد و المعضلات العقلية والألغاز، واشتغل في البرمجة والتصميم الثلاثي الأبعاد والتصوير الضوئي، وكان له كثير من الهوايات والاهتمامات الأخرى، فهو كاتب ومترجم نشر في دروب وغيرها، في مواضيع شتى»، واصفاً ثقافته ب«العميقة». وأشار إلى أنه عمد إلى المعارف الحديثة والرصينة، «ويعتبر من المثقفين المتابعين والنهمين في قراءتهم لكل ما هو جديد». وأضاف أيضاً: «أسهم في التأسيس والمشاركة في محاضرات ثقافية جادة، وقدم فيها محاضرات وتحقيقات عالية المستوى. فهو متخصص في علوم الحاسب الآلي ومتخرج بمرتبة الشرف الأولى». من جهته، اعتبر مدير جمعية الثقافة والفنون بالدمام عيد الناصر فقدان الوصيبعي «خسارة على المستوى الإنساني والأدبي». ووصفة ب«صاحب الأخلاق العالية»، وعنه قال: «تعرفت عليه من مؤسس الموقع فاضل التركي، ووجدته مهتماً وداعماً ومتحمساً للثقافة بجميع فنونها، خسارته مؤسفة، لكننا نتمنى له جنات النعيم». وأكد علي عمران، وهو صديق له، أنه «أحد مؤسسي مستقبل دروب»، لافتاً إلى أنه «شخصية ذات نهم فريد للمعرفة والعطاء، يقظ وطموح للغاية». وأضاف أن «مستقبل دروب يعتمد على الكتاب والمثقفين، وخسارتنا لفقيدنا على المستوى الشخصي عظيمة».