في الوقت الذي تتصدّر التظاهرات المعارضة في هونغ كونغ عناوين الأخبار في وسائل الإعلام العالمية وتحفل مواقع التواصل الاجتماعي بصور وأخبار التظاهرات، تغيب المستعمرة البريطانية السابقة عن وسائل الإعلام الصينية ويختفي أي ذكر لها على موقع التواصل الأشهر في الصين "الخاص بالمستخدمين الصينيين. وكشفت السلطات الصينية عن قلقها من تظاهرات هونغ كونغ المطالبة بالديموقراطية عبر حجب تطبيق إنستاغرام لمشاركة الصور في البر الصيني والذي تحوّل إلى منصة رئيسية لمشاركة صور التظاهرات. ويظهر موقع "غرايت فاير وول أوف تشاينا" الذي يرصد الرقابة الصينية على المواقع الإكترونية، أن إنستاغرام الذي يملكه "فيسبوك" غير متوفر في أي من المدن الصينية الرئيسية. وأكد المستخدمون في البر الصيني أنهم غير قادرين على الدخول إلى تطبيق مشاركة الصور في الوقت. كذلك تعذّر الدخول إلى الموقع التابع للتطبيق على الإنترنت في المدن الصينية الرئيسية. وبذلك تضيف الرقابة الصينية إنستاغرام إلى لائحة كبيرة متنامية من المواقع الأجنبية المحجوبة في الصين بينها مواقع تواصل شهيرة مثل تويتر ويوتيوب وفيسبوك المحتجبة منذ سنوات والتي تشكل منبراً أساسياً للمتظاهرين في هونغ كونغ، علماً أن معظم خدمات غوغل على الإنترنت تحجبها السلطات في الصين منذ حزيران (يونيو) الماضي. وذكر موقع "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصيني المعارض الذي يبث من خارج الصين أن السلطات حجبت أيضاً خدمة المحادثة اليابانية "لاين" والكورية الجنوبية "كاكاو توك". وفي وقت سابق هذا العام حجبت الصين أيضاً موقع "داك داك غو" الأميركي للبحث والذي يحمي خصوصية المستخدم. وليس مفاجئاً أن يغيب أي ذكر لما يحدث في هونغ كونغ عن وسائل الإعلام الصينية التي يغلب على معظمها الطابع الحكومي، اللهم إلاّ من خبر نشر على وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" حول تراجع البورصة في هونغ كونغ بنسبة 1.49% بحلول منتصف النهار. ولم تكتف السلطات بحجب مواقع التواصل العالمية، بل فرضت رقابة على موقع التواصل الصيني "ويبو" Weibo الذي اتسعت شهرته نظراً إلى غياب المواقع الأخرى، وحذفت وسم (هاشتاق) "هونغ كونغ" الذي كان الأكثر تداولاً على الموقع إلى أن اختفى كلياً من اللائحة.