في رد ضمني علي تأكيد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه «حال الاتحاد» الثلثاء الماضي، انه لن يسمح لإيران بإنتاج سلاح نووي واقتنائه، جدد مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمام حشد من سكان مدينة تبريز أمس، تأكيده عدم رغبة بلاده في امتلاك هذا السلاح. وقال: «لو أرادت إيران صنع أسلحة نووية، لما استطاعت أي قوة في العالم، حتى الولاياتالمتحدة منعها، لكننا نرى لأسباب دينية أن الأسلحة الذرية جريمة ضد الإنسانية». وقبل أيام من استئناف إيران ومجموعة الدول الست المحادثات النووية في العاصمة الكازاخستانية الما آتا في 26 الشهر الجاري، اتهم خامنئي الرئيس اوباما بتزوير الحقائق، لافتاً الى أن هدف واشنطن من التفاوض «ليس الاستماع إلى منطق الحقوق النووية لإيران وعدم التدخل في شؤونها، بل إقناعها بعدم امتلاك تقنية نووية سلمية ووقف التخصيب». واعتبر المرشد أن «التناقض واضح بين أفعال الإدارة الأميركية وأقوالها»، منتقداً دعوتها إلى فتح باب الحوار مع طهران، فيما تشدد الحظر الاقتصادي والتجاري، وتشغِل «ماكينتها الدعائية لنشر أكاذيب ضد الشعب الإيراني». وكان مسؤولون غربيون كشفوا ليل أول من امس، أن القوى الكبرى تعتزم خلال اجتماع كازاخستان عرض تخفيف قيود تمنع الاتجار بالذهب والمعادن الثمينة مع إيران، في مقابل اغلاق طهران منشأة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم التي جرى توسيعها أخيراً. وأقروا بأن العرض يشكل تحديثاً طفيفاً لاقتراحات عرضتها القوى الكبرى خلال محادثات مع طهران العام الماضي «ما يشكل وسيلة لاختبار مدى جديتها». وأوضح مصرفيون أن العقوبات الأميركية على إيران تخنق تجارة الذهب في مقابل الغاز بين أنقرةوطهران، وتمنع بنك «خلق» التركي الذي تملكه الدولة من تسوية مدفوعات دول أخرى لطهران عن مشتريات نفطية. على صعيد آخر، وفي موقف لافت من الخلاف المتفاقم بين الرئيس محمود احمدي نجاد ورئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني، والذي تحول إلى تراشق خلال جلسة عقدها المجلس في الثالث من الشهر الجاري لاستجواب وزير العمل السابق، نصح خامنئي المسؤولين «بالتزام الأخلاق في مواقفهم، وعدم التراشق استناداً إلى وثائق مشكوك فيها». وكان يشير بذلك إلى بث نجاد تسجيلاً صوتياً يتعلق بعرض فاضل لاريجاني، شقيق رئيس مجلس الشورى، رشاوى على سعيد مرتضوي، المقرب من الرئيس الإيراني، للحصول على دعم سياسي. كما انتقد المرشد موقف لاريجاني، معتبراً أن إقالة المجلس لوزير «قرار سيء»، ومشدداً على أن لاريجاني «ذهب بعيداً جداً في الدفاع عن نفسه» أمام نجاد. وانتقد «عدم تحرك» السلطة القضائية لمواجهة الفساد، وقال: «يحتاج الشعب إلى الهدوء والأخلاق» لدى المسؤولين.