تواصلت عمليات الخطف على الهوية والفرز الطائفي في شمال سورية أمس واختفى ما يصل الى 300 مدني بينهم نساء وأطفال خلال 48 ساعة كما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان، في عمليات ذات طابع طائفي لا سابق لها بهذا الحجم منذ بدء النزاع قبل 23 شهراً. وسيطر مقاتلون من المعارضة أمس على مركز للهجانة قريب من الحدود الاردنية، بينما استمرت الاشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري الملاصق له. وتحدث المرصد عن عمليات الخطف وقال ان هذه العمليات بدأت الخميس مع إقدام مجموعة مسلحة على خطف اكثر من اربعين مدنياً من قريتي الفوعة وكفريا وغيرها من القرى الشيعية معظمهم من النساء والاطفال. وبعد ساعات، أقدمت مجموعات موالية للنظام على خطف اكثر من سبعين شخصاً من قرى سنّية. وسجلت في وقت لاحق الخميس والجمعة عمليات خطف طاولت العشرات من المدنيين السنّة. وقال المرصد في بيان السبت: «ارتفع الى اكثر من 300 مواطن عدد المخطوفين من مدن وبلدات سراقب وبنش وسرمين وقيمناس ومعرة النعمان ومعرة مصرين في محافظة ادلب بينهم العديد من الاطفال والنساء (...) رداً على عملية اختطاف حافلة ركاب الخميس الماضي كانت تقل اكثر من 40 من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا من أتباع المذهب الشيعي». ونقل المرصد عن مصادر أخرى ان عدد المخطوفين قد يكون اكبر بكثير. وأكد أحد سكان الفوعة، الذي رفض كشف اسمه، لوكالة «فرانس برس» خبر الخطف، مشيراً الى ان «مسلحين من أبناء الفوعة وكفريا خطفوا باصات متجهة من وإلى بلدة سرمين وعدد من القرى الأخرى (في ادلب) تقل مئات المدنيين». واشار الى انه «تم في وقت لاحق اطلاق النساء والأطفال وبقي الرجال فقط محتجزين»، مضيفاً انه لا يعرف الاعداد بالضبط. وتقع الفوعة وكفريا الى شمال شرقي مدينة ادلب على طريق حلب - ادلب الرئيسي، وتحيط بها قرى سنّية. ويؤكد سكان ان «حوادث الخطف تتكرر في المنطقة» بين سنّة وشيعة، الا انها المرة الاولى التي تطاول نساء بهذا العدد. وغالباً ما تنتهي هذه الحوادث بعمليات تبادل مخطوفين بين ابناء المذهبين. وتشهد قرى في محافظة حمص (وسط) ايضاً عمليات خطف ذات طابع طائفي. من جهة ثانية سيطر مقاتلون معارضون للنظام أمس على مركز للهجانة (حرس الحدود) قريب من الحدود الاردنية. وفي محافظة درعا (جنوب)، أفاد المرصد ان «مقاتلين من كتائب عدة معارضة سيطروا على كتيبة الهجانة للقوات النظامية قرب بلدة زيزون» القريبة من الحدود الاردنية. واشار الى تعرض البلدة على الأثر لقصف من القوات النظامية، ما أسفر عن مقتل وجرح وأسر عناصر الكتيبة والاستيلاء على أسلحة واليات ثقيلة، مضيفاً ان «حجم الخسائر في صفوف الكتائب المهاجمة لم يعرف بعد». وتسيطر القوات النظامية على كل المعابر الحدودية الرسمية بين الاردن وسورية، الا ان مقاتلي المعارضة يتواجدون في بعض النقاط الحدودية الصغيرة التي لا توجد فيها معابر رسمية. وفي حلب (شمال)، يواصل مقاتلو المعارضة منذ ايام هجماتهم على مواقع للقوات النظامية في منطقة حلب، بهدف تحييد المطارات والحد بالتالي من قدرات الطيران الحربي السوري وغاراته. وقد تمكنوا من إحراز تقدم في نقاط عدة، واستولوا على مراكز عسكرية وعلى مطار الجراح العسكري. وفي محافظة حمص، تتعرض قرى محيطة بمدينة القصير أحد معاقل مقاتلي المعارضة في المحافظة، للقصف من القوات النظامية، بحسب المرصد وناشطين. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد الكتروني ان «القصف شديد جداً ويتم براجمات الصواريخ والهاون والدبابات على القرى والمناطق المحيطة بالقصير بمعدل ست قذائف في الدقيقة الواحدة». وكانت القوات النظامية صعدت عملياتها العسكرية خلال الفترة الاخيرة في مدينة حمص ومناطق أخرى من المحافظة الواقعة في وسط البلاد. في محافظة القنيطرة (جنوب غرب)، وقعت «اشتباكات عنيفة»، بحسب المرصد، «في محيط حاجز الشرطة العسكرية عند دوار بلدة خان أرنبة سيطر على أثرها مقاتلون على الحاجز»، قبل ان ينسحبوا منه مجدداً الى بلدة جباثا الخشب بسبب كثافة القصف الذي تعرضوا له من القوات النظامية. وكان المعارضون استولوا على دبابة من الحاجز عملوا على اعطابها قبل انسحابهم. وتقع جباثا ضمن منطقة وقف اطلاق النار بين سورية واسرائيل، بينما خان أرنبة على حدودها. في محافظة الحسكة (شمال شرق)، قال المرصد ان اشتباكات وقعت ليل الجمعة - السبت «إثر هجوم نفذه مقاتلون من جبهة النصرة على منزل كانت تتحصن فيه عناصر القوات النظامية في قرية قرب مدينة الشدادي، وأسفرت عن مقتل «أمير من جبهة النصرة ومصرع سبعة عناصر من القوات النظامية». وتأتي هذه التطورات غداة مقتل 170 شخصاً في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سورية، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقراً ويقول انه يعتمد، للحصول على معلوماته على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل أنحاء البلاد.