تواصلت المعارك امس في محيط مطار حلب الدولي وقاعدة النيرب الجوية القريبة وسيطر مقاتلو المعارضة بعد الظهر على كتيبة للدفاع الجوي تقع غربي بلدة حاصل والى الشرق من مطار حلب بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي اعادت قبل ايام السيطرة عليها. وتعتبر هذه الكتيبة مهمة نظراً الى قربها من مطار حلب الذي يبعد عنها اقل من عشرة كيلومترات. وقالت مصادر مقاتلي المعارضة ان 150 شخصاً على الاقل من قوات النظام والمعارضة من بينهم ضباط كبار من جيش النظام، قتلوا في المواجهات التي تهدف المعارضة من ورائها الى السيطرة على هذين الموقعين بعد ان تمكنت من السيطرة على اللواء 80 التابع للدفاع الجوي الذي كان مسؤولاً عن توفير الحماية العسكرية لهذه المنطقة. وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات النظام قصفت امس محيط مطاري حلب الدولي والنيرب، ورد المقاتلون بقصف متقطع بصواريخ محلية الصنع على مطار النيرب. وقال ان النظام يتحضر لعملية واسعة لاستعادة السيطرة على اللواء 80 الذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الاربعاء بينما يحاول هؤلاء السيطرة على مطار النيرب وتدمير مدرجات مطار حلب الدولي التي يستخدمها النظام لاغراض عسكرية. وفي محافظة ادلب حصلت عمليات خطف متبادل ذات طابع طائفي في اليومين الماضيين اذ قامت مجموعات مسلحة موالية للنظام ليل الخميس - الجمعة بخطف سبعين رجلا وامرأة كانوا متوجهين على متن اربع حافلات صغيرة الى مدينة ادلب، وتمت عملية الخطف قرب حاجز للقوات النظامية. ومعظم الخاطفين هم من قريتي الفوعة وكفريا ذات الغالبية الشيعية، بينما يتحدر معظم المخطوفين من قرى سراقب وسرمين وبنش ذات الغالبية السنية. وكان قد سبق هذه العملية قيام مجموعة مسلحة بخطف اربعين مدنيا على الاقل غالبيتهم من النساء والاطفال من الشيعة من الفوعة وكفريا، كانوا على متن حافلة في طريقهم الى دمشق. وبعد يوم على اجتماع الائتلاف السوري في القاهرة الذي أكد استبعاد الرئيس بشار الاسد والقيادة الامنية - العسكرية عن اي حل سياسي في سورية، اتهمت دمشق امس الحكومة التركية بالضغط على المعارضة السورية لترفض برنامج الحل السياسي الذي طرحه الاسد، وبعثت وزارة الخارجية السورية برسالتين الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة جاء فيهما ان الحكومة التركية «صعدت من مواقفها المعادية لسورية عبر السعي لعرقلة تنفيذ البرنامج السياسي الذي طرحه السيد رئيس الجمهورية وما تبعه من خطوات عملية اتخذتها الحكومة السورية لتنفيذه كحل سياسي سلمي للازمة، وممارسة الضغوط على بعض اطراف المعارضة السورية لرفض هذا البرنامج. ونفى الممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي ل»الحياة» أي علاقة له بما تردد عن مشروع حل سياسي في سورية يتضمن إنشاء مجلس للشيوخ. وأكد «أنني لم أسمع بهذه الخطة ولم نعلم أي شيء عمن كتبها». وأكد بيان صدر عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه «ليس للأمين العام ولا الممثل الخاص معرفة بما سمي خطة الحل» مؤكداًَ أن الإبراهيمي وفريقه «يواصلان العمل مع كل الأطراف المعنية نحو تسوية سلمية للنزاع في سورية». وأشار البيان الى ترحيب بان والإبراهيمي «بانفتاح رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب واستعداده للمناقشة مع ممثل عن الحكومة السورية»، وأن الأمين العام «قال في مناسبات عدة إن موقف الخطيب فرصة لإطلاق عملية ذات صدقية». من جهة اخرى يبحث وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في اجتماعهم بعد غد الاثنين في بروكسيل مسألة رفع الحظر عن مبيعات السلاح الى سورية، فيما لا يزال الوزراء منقسمين حول هذا الموضوع ومع قرب نهاية العقوبات الاوروبية التي سبق ان فرضها الاتحاد على النظام السوري والتي تنتهي آخر هذا الشهر. وتريد بعض الدول بقيادة بريطانيا انتهاز هذه الفرصة ليقرر الاتحاد الاوروبي رفع الحظر على الاسلحة بهدف توزيد المعارضة بما تحتاجه غير ان غالبية الدول الاخرى تبدي ترددا حتى ان بعضها يعارض هذا الامر بشدة.