دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني السياسيين إلى الاجتماع لحل الخلافات التي بدأت «تؤثر في حياة الناس اقتصادياً واجتماعياً»، فيما حذر رجال دين في ديالى (شرق) من استغلال الجماعات المسلحة أجواء التظاهرات لبث الفتنة. وقال وكيل السيستاني في كربلاء احمد الصافي في خطبة الجمعة: «إننا نحمل كل القوى السياسية مسؤولية تعطيل المشاريع المهمة وتطوير الموجود منها نتيجة خلافاتهم ونزاعاتهم». واضاف أن «التنازع والاختلاف أمر صحي لكنه عطل مشروعات البلد وأثّر في الناس اجتماعياً واقتصادياً». ودعا السياسيين إلى أن»يجلسوا جلسة لحل هذه المشاكل»، مشدداً على «ضرورة أن تكون تلك الخلافات ضمن الدائرة السياسية المسموح بها»، وأكد أن «الاختلاف ينبغي أن يكون في اختيار الأنفع لخدمة البلد». إلى ذلك، حذر خطباء ورجال دين في محافظة ديالى من «الانجرار وراء المؤامرات الرامية إلى إشعال فتنة طائفية جديدة في المحافظة، وذلك إثر تفجير سيارة مفخخة قرب حسينية الزهراء في قضاء المقدادية شمال شرقي بعقوبة». وأوضح رجل الدين السني طعمة حسن العبيدي، أن «المخططات التي تنفذها التنظيمات المسلحة أصبحت واضحة في ما يتعلق بالسعي إلى إثارة حرب أهلية جديدة بين السنة والشيعة». وربط العبيدي «إفشال هذه المؤامرات بعدم الانجرار وراءها من خلال عمليات انتقام تستهدف التعايش السلمي بين الطوائف». وأكد الشيخ حسين الطالقاني، وهو رجل دين شيعي، أن «الهجمات التي تستهدف دور عبادة هي عمليات إرهابية لا علاقة لها بالجهاد». وأشار إلى أن «مخططات القاعدة والبعثيين هي محاولات فاشلة، كون الأهالي في محافظة ديالى تجاوزوا مفهوم الحرب الطائفية». إلى ذلك، شدد وجهاء وشيوخ عشائر على ضرورة «تفويت الفرصة على التنظيمات المسلحة لإثارة حروب طائفية على غرار ما شهدته المحافظة بين عامي 2006 و2007». وطالب الشيخ عمران الشمري الأجهزة الأمنية ب «بذل أقصى جهودها للحيلولة دون شن المزيد من الهجمات». وتشهد محافظة ديالى التي يقطنها خليط من السنة والشيعة العرب والأكراد، هجمات شبه يومية عبر تفجير عبوات وأعمال قتل بأسلحة كاتمة للصوت في وقت أعلنت قيادات في الصحوة مقتل قائد التنظيم خالد اللهيبي.